توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غروب أردوجان

  مصر اليوم -

غروب أردوجان

عمرو الشوبكي

تدخل أردوجان فى الشأن المصرى بتصريحات خرقاء لم تكن هى السبب وراء طرد السفير التركى من القاهرة وتدهور العلاقات بين البلدين، إنما لإيواء عاصمته عناصر تكفيرية وإخوانية هدفها التآمر على مصر وليس معارضة توجهها السياسى. إن موقف رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، المعادى للشعب المصرى والداعم لجماعة الإخوان وحلفائها، يأتى فى نهاية عهده، وبعد أن بقى فى السلطة 12 عاما ارتكب فى أواخرها أخطاء جسيمة، ومنها قراءته لما جرى فى مصر. والمؤكد أن موقف أردوجان من مصر كان سيختلف لو أن 30 يونيو حدثت والرجل كان فى بداية عهده، وفى ظل النجاحات الاقتصادية والسياسية التى كان يحققها داخل تركيا وخارجها. والمؤكد أن الطريقة التى تعامل بها أردوجان مع مصر تنم ليس فقط عن جهل مطبق بحقيقة ما جرى فيها، إنما أيضا عن استعلاء فيه كثير من الصلف وادعاء الحكمة، ولولا أن الرجل قد دخل فى مرحلة الغروب واقتربت تجربته من الأفول، لفهم أن تجربته الناجحة (ولو إجمالا) ليس لديها أدنى علاقة بتجربة الإخوان الفاشلة فى مصر. ورغم أن هناك علاقة بين أردوجان وحزبه، وبين التنظيم الدولى للإخوان إلا أنها علاقة غير تنظيمية، فالأول ليس جزءا من الثانى، إنما حليف له بمنطق الرغبة فى توظيفه لصالح نفوذ تركيا الإقليمى فى العالم العربى، وتنظيم الإخوان استفاد من مظلة العدالة والتنمية السياسية فى التواصل السهل بين أعضائه وعقد مؤتمرات مريبة داخل تركيا ضمت كثيرا من عناصر الإخوان. إن صعود أردوجان المذهل على مدار 8 سنوات وقوة خطابه وحجته وإنجازه الاقتصادى والسياسى على الأرض جعلته يتصور أنه فوق النقد ومحتكر للحقيقة والرؤية الصائبة، وبدأ يعانى من مشكلات بقائه فى السلطة لأكثر من عقد من الزمان، حتى بات غير قادر على فراقها. إن دفاع أردوجان المستميت عن تجربة الإخوان الفاشلة يعنى انتقاله من مرحلة النجاح والفهم السياسى المستنير إلى التعثر والفهم السياسى المغلق، وهو ما اتضح من تزايد حجم المشاكل داخل تركيا وتعمق الفجوة الجيلية بينه وبين الشباب التركى الجديد. لا أحد ينكر أن رحلة حزبه العدالة والتنمية هى رحلة نجاح، قبل أن تبدأ منذ هذا العام فى الهبوط السريع بعد أن أصاب الرجل تسلط البقاء الطويل فى السلطة (ما يقرب من 12 عاما) والرغبة فى الاستمرار فيها حتى لو كان عن طريق تغيير الدستور وتحويل البلاد من نظام برلمانى إلى نظام شبه رئاسى يتيح لأردوجان الترشح على منصب رئيس الجمهورية بعد أن منعه نظام حزبه من الترشح للمرة الرابعة كرئيس للوزراء. تعثر أردوجان فى تركيا وأفول عهده هو أحد الأسباب الرئيسية وراء عدم فهمه لما جرى فى مصر، فالفشل فى الداخل عادة ما يكون أحد أسباب ارتكاب كوارث فى الخارج، أو على الأقل تقديم قراءات خاطئة ومغلوطة، وهذه كانت قراءة أردوجان لما جرى فى مصر. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غروب أردوجان غروب أردوجان



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon