توقيت القاهرة المحلي 08:43:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هنئوا المسيحيين بالعيد

  مصر اليوم -

هنئوا المسيحيين بالعيد

مصر اليوم

  لم نتخيل أن يأتى اليوم وتصبح تهنئة المسيحيين بالعيد مشكلة يختلف عليها البعض، وتثير فتاوى البعض الآخر بالتحريم والمنع، تساؤلات لا تُطرح إلا فى بلادنا، ولا نجد فى الدنيا أحداً يناقش مثل هذه الأمور الخارجة على المنطق والعقل، حتى فى بعض البلاد التى تجد فيها رجال دين متعصبين وربما حتى عنصريين، مثل بعض الحاخامات فى إسرائيل أو بعض القساوسة فى أمريكا وأوروبا، فحين يعبّرون عن كرههم للعرب والمسلمين لا يشغلون بالهم بهذه الأمور التافهة، ولا يناقشون إذا كان مطلوباً تهنئة المسلمين بالعيد أم لا، فالأوائل يمهدون التربة لسياسييهم لاحتلال الأرض وبناء مزيد من المستوطنات ويصفون الفلسطينيين والعرب بأبشع الاتهامات، أما قساوسة أمريكا وأوروبا فيربطون الإسلام والمسلمين بالإرهاب، خاصة بعد أى اعتداء تشهده مدينة أمريكية أو أوروبية من نيويورك حتى بوسطن. أما نحن فلدينا نوعية ممن يسمون الدعاة (دعاة بعد الثورة) يتفننون فى إلغاء نعمة العقل، وطرح كل ما هو شاذ وخارج أى منطق دينى أو أخلاقى أو سياسى، ولا يتحركون حتى مثل بعض متعصبى الأديان الأخرى لتحقيق أجندة سياسية يرون أنها تخدم مواطنيهم وأمتهم، لأنهم لا يعرفون إلا فتاوى الهدم والتدمير بعيداً عن أى مصلحة أو فائدة حتى على أبناء دينهم ويضرونهم أبلغ ضرر. فالتعصب فى بعض المجتمعات الغربية يكون وراءه فى أحيان كثيرة أجندة وحسابات سياسية، أما عندنا فهو تعصب بالمجان يكرّس الجهل والأمية ويعمل على تنميتهما لا مواجهتهما، فهل تهنئة المسلمين للمسيحيين بالعيد تعنى الإيمان بعقيدتهم، وهل تهنئة المسيحيين المصريين لشركائهم فى الوطن من المسلمين تعنى أنهم يؤمنون برسالتهم؟ بالتأكيد ليس مطلوباً من أحد أن يؤمن برسالة الآخر، إنما المطلوب منه فقط أن يحترمها ويجامل أبناءها بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة. كيف يأمرنا الإسلام بالحفاظ على دور العبادة المسيحية، ويطالبنا بضرورة صون ممتلكاتهم «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، ثم يحرم البعض أن نقول لهم كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد القيامة أو غيره من الأعياد؟ كيف تستقيم عقلاً ومنطقاً قبل أن تكون ديناً أو أخلاقاً أن تحرم المسلمين من أن يقولوا لإخوانهم المسيحيين كل عام وأنتم بخير وعيد سعيد، وتتمنى لهم الخير والسعادة كما تتمناه للإنسانية كلها فما بالنا بشركاء الوطن؟ إن افتعال قضية من هذا النوع، مؤذية للعقل قبل المشاعر، هو جزء من نفس العقلية التى قامت بكتابه سيل من الشتائم ضد الشيعة على سور منزل السفير الإيرانى فى مصر، وهى نفسها التى فتحت ماسورة السباب ضد بعض الفنانات وشهدنا كيف أوصلت العقد البعض إلى توزيع صور فُبركت لتكون مخلة لإحدى الفنانات فى مشهد مخزٍ لم تعرفه مصر طوال تاريخها، وهى نفس الدماغ التى طالبت بهدم آثارنا الفرعونية العظيمة خوفاً من أن نفتتن بها، وهى التى ظلت 14 قرناً منذ دخول الإسلام أرض مصر ولم يعبدها أحد، لا سمح الله، بدلاً من الإله الواحد. هى مخاوف عجيبة ومريضة فى واقع الأمر، وهى جزء من حملة إلغاء العقل نتمنى ألا تدوم طويلاً، فقد تخدع الناس بعض الوقت ولكن تستطيع خداعهم باسم الدين طوال الوقت. كل عام ومصر كلها بألف خير بمناسبة عيد القيامة المجيد وشم النسيم.   amr.elshobaki@gmail.com نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنئوا المسيحيين بالعيد هنئوا المسيحيين بالعيد



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon