توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا الشريعة؟

  مصر اليوم -

لماذا الشريعة

مصر اليوم

  حشدت التيارات الإسلامية، أمس الأول، مظاهرة سلمية أمام جامعة القاهرة، شارك فيها مئات الآلاف من الأنصار والمريدين، وهو حق مشروع لكل جماعة سياسية مصرية يجب ألا ينازعها فيه أحد بالاعتراض أو الإساءة. والمؤكد أن كثيراً من المراقبين قارنوا بين جمهور التحرير وجامعة القاهرة، وبين الجمهور المدنى والإسلامى، رغم أن كلاً منهما يمثل جانباً أصيلاً من مصر، فاعتبروا الأول فى معظمه هو جمهور المدينة الذى ينتمى إلى شرائح متعددة من الطبقة الوسطى والعاملة، والثانى ينتمى فى معظمه لجمهور الريف من طبقاته الدنيا وجزء من شرائحه الوسطى الدنيا. وقد تكون هذه القراءة «الانطباعية» صحيحة، وهو أمر لا ينفى وجود جماهير من كل الطبقات للتيار الإسلامى، رغم أنه خسر الجزء الأكبر من الطبقة الوسطى، خاصة «المدينية» منها، وبدت هناك علاقة بين شعار المليونية: «الشرعية والشريعة» وطبيعة الجمهور الذى أحضره من بسطاء السلفيين. فتصدير مشكلة الشريعة للمرة الثانية فى أقل من شهرين يعنى ببساطة أن الإخوان غير قادرين على حشد الناس عبر شعارات سياسية حقيقية تعكس المشكلات الموجودة فى الواقع، بما فيها ترديد مبررات الرئيس وراء إصدار الإعلان الدستورى، مثل «دعم الاستقرار» و«مواجهة الفلول»، وغيرهما من هذه الشعارات، وهى أمور واردة فى السياسة بصرف النظر عن صحتها من عدمها، أما استدعاء الشريعة فى غير موضوعها بعد أن ظلت مصانة فى قلوب المصريين، وموجودة فى المادة الثانية من الدستور، فهو يدل على فشل سياسى حقيقى. إن الإصرار على التظاهر من أجل مطلب وهمى لم يتجاهله الدستور، حين نص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، يدل على عجز سياسى كامل على حشد هذه الجماهير خلف قضية واحدة لا توظف فيها الشريعة لصالح أغراض سياسية وحزبية ضيقة. والحقيقة أن غير المطبق من الشريعة هو الجوانب التى تدافع عن الفقراء والمحتاجين، وتنصف المظلومين، والشريعة التى تحارب الفساد وتؤسس للديمقراطية والعدالة والمساواة، وهى كلها تحتاج إلى اجتهادات الناس وعرقهم، لا الهتاف من أجل معركة وهمية لا وجود لها على أرض الواقع. إن مصطنعى معركة الشريعة لم ينتجوا فكراً ثورياً كما فى إيران، إنما دافعوا حتى النهاية عن «أولى الأمر»، ورفضوا الخروج عليهم قبل أن يستبيحوا كل من فى مصر بعد الثورة، ولم يبنوا حزبا سياسياً حديثاً وديمقراطياً، كما فى تركيا «العدالة والتنمية»، الذى أنجز أهم إصلاحات سياسية واقتصادية منذ تأسيس الجمهورية التركية، ولا مشروعاً سياسياً انطلق من الإسلام الحضارى وحول بلداً مثل ماليزيا فى عشرين عاماً من التخلف إلى واحد من أهم اقتصاديات العالم، إنما مليونيات ترفع شعارات الشريعة وتكرس خطاب كراهية ضد آخر مخالف فى الرأى السياسى وليس عدواً للشريعة أو الدين. مليونية «الشرعية والشريعة» قدمت عنواناً خطأ لمشكلة غير موجودة، وكان أجدر بهؤلاء، كما فعل خصومهم السياسيون فى ميدان التحرير، أن يطرحوا عنواناً سياسياً: دفاعاً عن الرئيس أو الإعلان الدستورى أو الشرعية أو الاستقرار، أو أى عنوان آخر يختارونه، أما إضافة الشريعة إلى الشرعية فهو مدروس بعناية، لأنه قادر على جذب البسطاء من الناس إلى خطاب وهمى فشل الإسلاميون فى حسمه فى السياسة، فاستعانوا بالشريعة فى مواجهة منافسيهم، الذين اعتبروهم أعداء شرع الله، وهذا سيفرز نتائج فى غاية الخطورة. amr.elshobaki@gmail.com   نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا الشريعة لماذا الشريعة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon