توقيت القاهرة المحلي 05:29:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توفير الكهرباء

  مصر اليوم -

توفير الكهرباء

محمد سلماوي

من علامات الدول المتخلفة أن الحلول التى تلجأ إليها لمعالجة مشاكلها هى الأخرى متخلفة، ففى الوقت الذى نواجه فيه مشكلة فى توفير الطاقة الكهربائية، وهى فى حد ذاتها مشكلة ناتجة عن تخلف فى إدارة الأمور، نجد أن الحل الذى لجأت إليه الحكومة هو قطع التيار عن المواطنين، توفيراً للطاقة، بينما سائر الدول تلجأ لحلول مبتكرة، يبدو أننا لم نسمع بها ولا نسعى للبحث عنها، وأنا لا أتحدث هنا عن الدول المتقدمة التى سبقتنا بمئات السنين، فتلك لا تنقطع فيها الكهرباء، وإنما عن الدول التى تعتبر نفسها من دول العالم الثالث، وإن كانت فى الطليعة المتقدمة لتلك الدول، ففى الصين مثلاً زودت الحكومة كراسى الانتظار فى محطات الأتوبيس ببدالات كبدالات الدراجات كلما أدارها المواطنون بأقدامهم ساهمت فى توليد الكهرباء لإنارة الشوارع، وفى دول أخرى وضعت هذه البدالات فى المراكز الرياضية التى تنتشر فى كل أحياء المدن، وفى الوقت الذى يقوم فيه المواطن بتدريبه على الدراجة الرياضية تتولد الكهرباء لإنارة المكان. وبالمقارنة بما هو معروف من أشغال شاقة للسجناء فى الدول المتخلفة، حيث كنا نرغمهم على تكسير الحجارة بالجبال فى عمل لا جدوى منه، نجد البرازيل تزود السجون بتلك الدراجات المولدة للكهرباء، وتحتسب لكل سجين الفترة التى يقضيها على الدراجة، بما يساهم فى تقليل فترة عقوبته. ثم قبل هذا كله وبعده أين الطاقة الشمسية التى تزخر بها بلادنا التى لا تكاد تغيب عنها الشمس طوال أيام السنة؟ قد لا يعلم البعض أن جميع الإعلانات التجارية المقامة على امتداد طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى تعمل بالطاقة الشمسية، فهل يعقل أن تنار إعلانات المدينة بالكهرباء التى تختصم من استهلاك البيوت؟ لماذا لا يصدر قانون يحظر استخدام الكهرباء فى الإعلانات التى أصبحت تملأ شوارعنا؟ إن ما يستخدم فى تلك الإعلانات التى جعلتنا نعيش وسط غابة من اللافتات التى تحجب عنا الرؤية يكفى لإنارة البيوت بدلا من قطع التيار عنها. ثم ماذا عن ذلك المشهد الذى لم تستطع أى من حكوماتنا المتعاقبة التغلب عليه حتى الآن، وهو مشهد أعمدة النور المضاءة بالكهرباء فى وضح النهار، بينما تقطع الكهرباء عن البيوت فى الليل؟! إن مشاكل الدول المتخلفة التى نعانى منها لا تحل لأن الحلول التى نلجأ إليها عادة ما تكون أكثر تخلفاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توفير الكهرباء توفير الكهرباء



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon