توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة شم النسيمؤ

  مصر اليوم -

رسالة شم النسيمؤ

محمد سلماوي

اليوم هو شم النسيم، ذلك العيد الذى يجسد الوحدة الوطنية التى ميزت مصر منذ فجر التاريخ، هو العيد الذى يحتفل به المسلم والمسيحى، وكان يحتفل به اليهود أيضاً، وتقرر فيه الحكومات عطلة لكل المواطنين وتتعطل فيه المصالح الحكومية والمدارس وكل الأعمال، فهو يوم الربيع الذى يحتفل به الجميع. والدول فى العالم تختار يوماً فى السنة يكون عيدها القومى، وقد يتغير هذا اليوم من عصر إلى عصر، لكن شم النسيم هو العيد الذى اختاره الشعب المصرى من واقع تاريخه الممتد وبحكم ما جرى عليه العرف منذ عهود الأجداد، هو إذن عيد قومى بامتياز، فهو العيد الذى لا يختلف عليه أحد ولا يتوانى عن الاحتفال به أى مواطن، فشم النسيم هو أصل أعياد الربيع فى العالم كله، فقد احتفل به المصريون قبل 4700 عام، وكان يسمى «شمو»، وهو أقدم عيد شعبى فى تاريخ البشرية، حيث عبر كل الأديان التى عرفها الإنسان وصمد فى وجه كل الأنظمة السياسية التى عرفتها مصر من عهد الرومان إلى العصر القبطى إلى الإسلام، وتخطى الأنظمة السلطانية والملكية والجمهورية. لقد كان المصريون القدماء يحتفلون فى شم النسيم ببداية الحياة، ومن هنا ارتبط العيد، منذ بدايته، بالبيض الذى كانوا ينقشون عليه أمنياتهم للعام الجديد، ويضعونه فى سلال من سعف النخيل، وهو ما أخذ عنه عادة تلوين البيض. وقد كتب أبوالمؤرخين، المؤرخ الرومانى هيرودوت، يقول إن المصريين كانوا يحتفلون بعيد الربيع بأن يخرجوا إلى الحدائق على ضفاف النيل، ويأكلوا السمك المملح والبصل و«الملانة» والبيض المسلوق، وكأنه يصف احتفال شم النسيم فى وقتنا الحالى. الآن يأتى شم النسيم فى عصر تفجرت فيه النزاعات الطائفية وازدادت فيه حدة التعصب بين أتباع الأديان المختلفة، بل بين أتباع الدين الواحد من مختلف الطوائف، وتم سفك دماء المسلمين بأيدى المسلمين، فهل يأتى شم النسيم ليذكرنا بأننا جميعاً مصريون، وأن ما يجمعنا يعود إلى ما يقرب من 50 قرنا من الزمان؟.. هل تكون رسالته لنا هذا العام هى أن نستلهم تاريخنا المجيد فنلتزم بوحدتنا الوطنية التى أبقت على هذا الشعب العظيم فى الوقت الذى اندثرت فيه بلاد أخرى وتآكلت شعوبها عبر السنين، هل جاء اليوم شم النسيم ليقول لنا كل سنة وأنتم جميعاً مصريون؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة شم النسيمؤ رسالة شم النسيمؤ



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon