توقيت القاهرة المحلي 12:14:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أردوغان‏..‏ المستبد الغامض

  مصر اليوم -

أردوغان‏‏ المستبد الغامض

فاروق جويدة

عشنا ضحايا اكذوبة اسمها اردوغان رئيس وزراء تركيا‏..‏ كانت صورته امامنا تجسد هذه العلاقة الرفيعة بين الدين والمعاصرة‏..‏  بين ان يكون الإنسان متدينا ومتحضرا في نفس الوقت.. كان نموذج التجربة التركية التي رفعت راية الإسلام يحتل مكانة كبيرة في العالم الإسلامي الذي عاني كثيرا من الفقر والإستبداد والنظم القمعية.. كانت صورة الإرهاب الديني التي طاردت المسلمين زمنا طويلا تعكس دائما حالة من الخوف والفزع إذا وصل الإسلاميون الي السلطة.. ولكن اردوغان بدد كل هذه المخاوف وقدم للعالم تجربة إسلامية في الحكم غير ما عرفه تاريخ الإستبداد في العالم الإسلامي.. حقق اردوغان معادلة فريدة بين الدين والسياسة والفقر والتنمية والديمقراطية والمسئولية.. كنا نعلم ان السيد اردوغان ينتسب عقائديا لجماعة الإخوان المسلمين ولكنه كان حريصا علي ان يؤكد صورة العلماني المتدين.. ولكن الصورة تغيرت بعد الأحداث الأخيرة في مصر والتي اكدت ان اسطورة اردوغان تحمل تركيبة إنسانية غامضة انه يؤمن بالدولة ولكنه يري الدولة في شخص.. انه يتمسك بالإسلام ولا يعرف سماحته انه يحب مصر والمصريين ولكنه لايري فيها غير الإخوان المسلمون الذين ينتسب اليهم.. وهذا التناقض في شخصية الرجل وفكره جعله يواجه المعارضة التركية بأسوأ اساليب القمع والاستبداد وجعله يطالب الغرب بأن يتخذ مواقف متشددة ضد مصر دون مراعاة لحق الملايين في إبداء رأيهم..ان صورة اردوغان الحاكم المستبد الذي خدعنا فترة من الزمن بأنه يؤمن بالديمقراطية والحرية وهو في حقيقته مستبد غامض..الشئ الغريب ان هذا التناقض في شخصية اردوغان يمثل تاريخا قديما في ازدواج الشخصية بين العاملين في السياسة في الدول النامية.. رغم تجربته الناجحة في بناء تركيا إلا ان الرجل فشل في إعادة بناء فكره فمازال بعد كل هذه السنوات في الحكم يحمل عصا الإستبداد ويمارس كل انواع القمع حتي وان حمل شعارات الديمقراطية المزيفة التي يخدعون بها الشعوب كم من الجرائم ترتكب بأسم هذا الشعار الرائع الجميل الذي يسمي الديمقراطية ورئيس وزراء تركيا السيد اردوغان اكبر دليل علي ذلك. نقلاً عن جريدة " الأهرام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان‏‏ المستبد الغامض أردوغان‏‏ المستبد الغامض



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon