توقيت القاهرة المحلي 11:05:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهداء هنا وقتلي هناك

  مصر اليوم -

شهداء هنا وقتلي هناك

فاروق جويدة

هناك نغمة جديدة تسللت أخيرا إلي لغة الحوار تتحدث عن تقديم الشهداء من أجل تطبيق الشريعة وجاءت علي لسان أكثر من مسئول في الأحزاب الدينية. ولا شك ان هذا التهديد يحتاج إلي توضيح وتفسير من القيادات الدينية في مصر.. هناك من يتحدث عن شهداء في الجنة ينتسبون إلي التيارات الدينية وقتلي في النار ينتسبون إلي التيارات الليبرالية المعارضة وكأننا نحارب في غزوة بدر علي أساس انهم المسلمون الذين أمنوا بالرسالة والآخرون هم كفار قريش.. ما يحدث الأن في الساحة السياسية في مصر أشياء لا تخضع لمقاييس الفكر والمجتمعات المتقدمة التي تجاوزت أزمنة التخلف.. كان الإسلام ثورة ضد التخلف الفكري والإجتماعي والإنساني وانتقل من مجتمع الأصنام والعشوائيات الفكرية إلي مجتمع التوحيد ومعرفة الخالق والتطور بكل أشكاله حتي أقام حضارة زينت وجه البشرية وكان الرسول عليه الصلاة والسلام قدوة في الأخلاق والسلوك والترفع.. ولا اتصور ان تظهر هذه الصراعات في وطن مثل مصر ظهرت فيه بوادر التوحيد قبل ان تهبط الأديان السماوية علي البشر وقامت علي ضفاف نهره الخالد حضارة أذهلت العالم كله واضافت صفحات ناصعة البياض للحضارة الإنسانية ان هذه العقول التي تتحدث عن ملايين الشهداء وتتهم كل من يخالفها في الرأي بالكفر ولا تؤمن بلغة الحوار وتتصور ان السياسة هي رفض الأخر وفرض السيطرة والإستبداد والوصاية..هذه العقول لا تصلح لقيادة وطن في حجم وتاريخ مصر وعلي العقلاء في الأحزاب والقوي الدينية ان يمنعوا هذا الجدل العقيم وهذه العنتريات المغرضة التي تشعل النيران وتدخل بنا إلي مستنقع من الصراعات لا يعلم مداه إلا الله.. لا اتصور ان يكون الحوار بمثل هذه اللغة أو ان تصل التهديدات بين قوي سياسية تحاول ان تبني جسورا للحوار إلي هذه الدرجة من العنف واستعراض القوة وإلغاء العقل وفرض الوصاية بهذه الأساليب القمعية المتخلفة.. كل شاب سقط شهيدا في هذه الصراعات يمثل جريمة تاريخية بكل المقاييس الدينية فلا تشعلوا نيران الفتنة لأن مصر لا تحتمل كل هذا العنف الذي يتخفي وراء الدين. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهداء هنا وقتلي هناك شهداء هنا وقتلي هناك



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon