توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجال الدين والسياسة

  مصر اليوم -

رجال الدين والسياسة

فاروق جويدة

ينبغي ان يبقي علماؤنا الأجلاء من رجال الدين في موقعهم ومكانتهم في القلوب‏..‏ مازلنا نذكر حفاوة الإنسان المصري برجال الدين مسلمين ومسيحيين كانت لهم مكانة خاصة جدا في البيت والشارع والمسجد والكنيسة واماكن العمل.. كانت تحيط برجل الدين دائما هالة من الوقار كلاما وسلوكا وحوارا وموقفا.. في الريف المصري كان رجل الدين هو الذي يتصدي لحل مشاكل الناس وكانت أقسام الشرطة تستعين برجال الدين في الكثير من الأزمات ابتداء بجرائم القتل وانتهاء بالمشاجرات العادية.. وكان رجل الدين هو إمام المسجد الذي يدعو إلي الله بكل الصدق والترفع والسماحة وكان يمثل فرحة المواطنين في الأفراح ويشارك الجميع في المحن والأزمات وارتبطت صورة رجل الدين دائما بالحوار الهادئ والكلام الرصين والإقناع والبساطة.. لم يكن رجل الدين إنسانا عاديا في سلوكه, فقد كان دائما حريصا علي مظهره امام الناس وكان علمه يسبقه في كل مكان.. وقد حافظ المصريون طوال تاريخهم علي هذه المكانة مظهرا وسلوكا بعيدا عن التشدد والتطرف والغلو.. ولكن يبدو ان بحار السياسة قد جرفت أسماء كثيرة من رجال الدين في العصر الحديث خاصة ان الكثيرين منهم لم يكونوا ضيوفا علي موائد العلم والعلماء ولم تتوافر لهم إمكانات الدراسات الدينية كما ينبغي.. ودخلت في هذه الساحة أسماء كثيرة بعيدة كل البعد عن سماحة الأديان وقدسيتها ولهذا وجدنا اساليب مختلفة للحوار أبعد ما تكون عن تلك المكانة التي احتلها رجال الدين في قلوب الناس..طغت السياسة علي اساليب الحوار ودخلت بها إلي متاهات من الشتائم والبذاءات والحوارات التي لا تتناسب مع جلال الأديان وسماحة رجال الدين.. علي الفضائيات الآن شتائم والفاظ لا ينبغي ابدا ان تأتي علي لسان رجل يقرأ القرأن ويرتل آياته.. وقد ترتب علي ذلك ظهور معارك في الإعلام بين رجال الدين والفنانين والإعلاميين والسياسيين وحين يتحول رجل الدين إلي الهتاف لحزب أو فصيل أو جماعة فهو يهبط من قمم الأديان إلي سفوح السياسة وشتان بين من يتلو كتاب الله ومن يقرأ منشورا سياسيا رديئا. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجال الدين والسياسة رجال الدين والسياسة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon