توقيت القاهرة المحلي 07:10:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عقدة «السيسى»

  مصر اليوم -

عقدة «السيسى»

معتز بالله عبد الفتاح

لما طبيب يسمعك تكح بشكل غير طبيعى، فسيقول لك: عليك بالأشعة والتحاليل. ولما مهندس يرى شرخاً أفقياً فى أحد أعمدة المنزل، فسيقول لك: عليك بعلاجه فوراً. ولما طبيب كحول ومهندس ساذج يريان المشكلة ولا تلفت نظريهما، إذن الاثنان فى «السكحاية». لما أشاهد الأشرطة المسربة عن لقاء الفريق «السيسى» مع عدد من الضباط، أحاول أن ألعب دور الناصح وأقول له: وسّع دائرة مشورتك لأن أخطر شىء أن تكون محاطاً بعقول أقل قدرة على قراءة الواقع والمتغيرات بسرعة. القائد الذى ينظر إليه كثيرون على أنه «مُلهَم ومُلهِم» يقع فى مطب أنه يريد أن يظل عند ظن الناس به؛ فيتقمص أدواراً ويتخذ قرارات قد لا تكون الأوفق ولكنها الأكثر شعبية، ولن ينقذه إلا أن يكون محاطاً بمن يعرفون هذا المطب ويعملون على تجنبه. الفريق السيسى أوعى كثيراً من الدكتور مرسى. ولست بحاجة لروايات كثيرة عن المهارات الشخصية للرجلين، فالفرق واضح فى الأحاديث العامة. ويكفى الفرق فى رد فعل كل منهما للنصيحة التى تقدم له وقدرته على استيعاب المخالفين فى الرأى. فى 26 فبراير 2013 كتبت فى هذا المكان مقالاً بعنوان: «عقدة مرسى» أو «Moursi Complex»، وقلت ما نصه: «الدكتور مرسى لا يساعدنا ولا يساعد نفسه كثيراً لا بقراراته ولا بلقاءاته التليفزيونية». وكان الأمر مرتبطاً بلقاء تليفزيونى خرج فيه ليتكلم كثيراً ليقول لا شىء مهم. وكان سؤالى: ما الهدف من هذا الحوار التليفزيونى؟ «هل كان الهدف هو التأكيد على أنه لا يبالى بالأصوات المعارضة؟ طيب ما هذا كان واضحاً من غير الحوار. هل كان الهدف هو التأكيد على أنه لن يبذل أى جهد فى إعطاء مجلس القضاء الأعلى الحق فى اختيار النائب العام الجديد وفقاً للدستور الجديد؟ طيب ما هذا كان واضحاً من غير الحوار. هل كان الهدف هو أن الحكومة باقية حتى تنتهى الانتخابات؟ طيب ما هذا كان واضحاً من غير الحوار. هل كان الهدف هو دعوة المعارضين لحوار آخر بطريقة تجعلهم لا يحضرون؟ طيب ما هذا كان واضحاً من غير الحوار. وهكذا من قضايا مكررة». ثم استنتجت أن «الدكتور مرسى غير محاط بمن يُسمعونه التنوع الموجود بين الطبقة السياسية. الدكتور مرسى يقود أتوبيساً من غير (مرايات) توضح له ما الذى يحدث فى الخلف وعلى جانبى الطريق. من معرفتى بالرجل ومن المحيطين به ومن طريقة تفكيره أثناء حملته الانتخابية وكيف أنه اعتبر أنه قد (انتُدب) من الله سبحانه وتعالى لهذه المهمة تجعلنى أحذر من أنه قد يكون ممن يخلطون بين التوكل والتواكل، مثل من يتخذ القرارات التى تتراءى له أنها صواب ويتوكل على الله فيها فى حين أنه كان من المفروض أن يبذل جهداً أكبر. هو يأخذ بالأسباب المحيطة به فى قصر الرئاسة ومن بعض أنصاره ومؤيديه، لكن المعضلة أن قصر الرئاسة ومن فيه ومن يأتون معهم يرتدون فى أغلبيتهم الكاسحة نظارة ذات لون أزرق، فيرون الكون كله بنفس اللون مع أن المجتمع السياسى المصرى ملىء بالألوان كلها». وحذرت الرئيس مرسى آنذاك بما نصه: «أخشى أن يأتى يوم يقول فيه الرئيس، مثلما اعترف بأخطاء فى الإعلان الدستورى، لقد أخطأت فى عدم تحديد موعد الانتخابات البرلمانية، ولقد أخطأت فى أننى لم أحافظ على التركيبة المتنوعة من المستشارين، ولقد أخطأت فى أننى لم أقرب منى أكثر قيادات المعارضة، ولقد أخطأت حين لم أحسن تقدير حجم المعارضة لى ولسياساتى، وينتهى بالقول لقد أخطأت حين ترشحت لرئاسة الجمهورية». وعليه قلت: «أعتقد أن الرئيس مرسى سيشكل لنا نحن المصريين عقدة أول رئيس منتخب ليثبت لنا أن الديمقراطية بذاتها لا تضمن حسن اختيار الحاكم. ولكن المعضلة أن الديمقراطية ليس من خصائصها أنها تصنع الملائكة ولكن من فضائلها أنها تقمع الشياطين. وقمع الشياطين يتطلب توازناً فى السلطات ووجود معارضة قوية ممثلة فى المؤسسة النيابية. رسالتى إلى الدكتور مرسى: وسّع دائرة مشورتك». انتهى الاقتباس. ودون الدخول فى تفاصيل، أرى عموداً مشروخاً أفقياً وأسمع صوت كحة غير عادية، ويمكن يوضع سِرّه فى أضعف خلقه: لذا أقول للفريق السيسى: «وسّع دائرة مشورتك». نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقدة «السيسى» عقدة «السيسى»



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon