توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل خان السيسى المصريين؟

  مصر اليوم -

هل خان السيسى المصريين

معتز بالله عبد الفتاح

بدأت مع حضراتكم بالأمس تسجيل نقاش مع مجموعة من الشباب حول ما يحدث فى مصر، وهذا كان سؤالاً رابعاً لهم: هل خان السيسى المصريين حين خرج على رئيس الجمهورية الذى عينه؟ أبدأ بأن أذكر الجميع أننى كتبت فى 21 يونيو 2013 مقالاً بعد واقعة محددة، حاول فيها أحد أهم قيادات القوات المسلحة أن ينصح أحد أهم المقربين من الرئيس حتى لا تنجر البلاد إلى الفوضى، وأتذكر أننى قلت لمن حدثنى من مؤسسة الرئاسة آنذاك: ما يقوله المسئول العسكرى نصيحة مخلصة بالفعل لإنقاذ، ولكن الرئاسة رفضت النصيحة مثلما رفضت غيرها، لذا كتبت آنذاك المقال المذكور بعنوان: «الدكتور مرسى يتآكل»، وقلت فيه: «هناك من بين الثائرين والمعارضين من يريد إسقاط الرئيس مرسى، وهو يساعدهم؛ لذا أطلب من الدكتور مرسى جاداً أن يستجيب لطلبى الذى ذكرته فى مقال سابق لى: «رشح نفسك فى انتخابات مجلس النواب»، النائب البرلمانى المعقول ليس بالضرورة رئيساً ناجحاً. هذا لمصر، وليس لـ«مرسى»». انتهى الاقتباس من المقال. وطبعاً نالنى من التقريع الإخوانى من القيادات ومن الكتائب الإلكترونية ما نالنى آنذاك، وربما هم معذورون لأنهم لا يعرفون خلفيات المقال، وكان صعباً علىّ أن أقول الخلفيات آنذاك. هذه كانت مقدمة ضرورية لتوضيح أننى كنت أعلم بأن وزارة الدفاع كانت بالفعل تنصح الرئاسة، وأعلم تفاصيل أخرى عن هذه النصائح وكيف كانت تتلقاها الرئاسة. لذا أزعم أن الفريق السيسى لم يخن الرئيس مرسى ولكنه يئس منه، والفرق بينهما كبير. يروى لى أحد المطلعين على بواطن الأمور تعليقاً على ما قاله الفريق السيسى نفسه من أنه جلس مع الرئيس مرسى لمدة ساعتين يوم خطابه الشهير فى 26 يونيو والذى كانت الرئاسة فخورة به أنه خطاب «فضح المتآمرين» كى ينصحه بما عليه قوله للقضاة وللإخوة المسيحيين وللمعارضة وللجيش والشرطة وللإعلاميين وللخارج حتى يصلح ذات البين ويمكن أن تعبر سفينة الوطن من المحنة التى كانت فيها. يذكر لى محدثى أن الفريق السيسى التقى الدكتور الكتاتنى فى قاعة الاحتفالات قبل الخطاب بدقائق، وقال له: «90 بالمائة مما اتفقت عليه مع الرئيس ستسمعه الآن»، وكانت المفاجأة للفريق السيسى، وربما للدكتور الكتاتنى أيضاً أن الرئيس مرسى فعل عكس كل ما اتفقا عليه، وكان بالفعل بارعاً فى حشد الناس ضده فى 30 يونيو. لكن كمصرى وطنى تحب مصر أكثر من حبك لما عداها من أحزاب وجماعات أو حتى فرق كرة قدم: ماذا تفعل وأنت قائد عام للقوات المسلحة ويحكمك رئيس تصدر تقارير دولية شبه سرية عن بلدك فى عهده من دولة معادية لك لتقول: «مصر لم تعد دولة قابلة للحكم فى ظل مرسى» والعبارة هى: (Under Morsi، Egypt has become ungovernable)، وينصحون بالاستعداد لمرحلة انهيار الدولة المصرية وخروج سيناء من سيطرتها، ويسخرون من رئيس بلدك بقولهم: «وعلى طريقة مرسى: الدولة القوية والديمقراطية المستقرة لا يجتمعان فى مصر الآن» (A la Morsi, strong state and stable democracy do not mix in Egypt now)؟ أتصور أن أى قائد عسكرى وطنى يحب بلده سواء كان جورج واشنطن الأمريكى أو شارل ديجول الفرنسى أو السيسى المصرى، ما كان ليرضى أن تنهار الدولة تحت مزاعم: «ديمقراطية الإجراءات المناهضة لديمقراطية المضمون» وفى ظل قيادة نجحت فى الانتخابات وفشلت فى القيادة، نجحت فى الوصول للسلطة وفشلت فى بناء الدولة، نسبت نفسها للثورة، ونفضت يدها منها. ومع ذلك أقول: إن القيادتين المذكورتين، الأمريكية والفرنسية، لم تصنعا دولة قوية فقط، بل ديمقراطية مستقرة تضمن الحريات كذلك، لأن الدولة بلا ديمقراطية مستقرة تصبح دولة ظالمة أو لا دولة، وكاتب هذا السطور يريد الاثنين معاً، ولن يرضى بغير اجتماعهما بديلاً، وهذه الآن مسئولية الفريق السيسى وجزء من وعده للمصريين: بناء دولة قوية ديمقراطية تنموية عادلة وحديثة. ورسالتى للمصريين، لا تظنوا أن قبولنا بالوقوف فى كمين الجيش لأننا نرضى الاستبداد، ولكن لأن البديل عن كمين الجيش الآن هو كمين البلطجية أو الإرهابيين، لا بد أن تنجح «قوة القانون» فى دحر «قانون القوة» الذى أضاع الدولة وأضاع الديمقراطية معاً. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل خان السيسى المصريين هل خان السيسى المصريين



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon