توقيت القاهرة المحلي 05:29:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من هو المفكر الاستراتيجى للرئاسة؟

  مصر اليوم -

من هو المفكر الاستراتيجى للرئاسة

معتز بالله عبد الفتاح

بعض الشباب من أنصار حركة «تمرد» علقوا على الجزء الخاص بأنماط علاقات النخب التى شرحتها على «السنبورة» فى برنامج باختصار. وكان لسان حالهم: «نحن مظلومون بين هؤلاء، وقررنا أن نأخذ الأمر بأيدينا». نحن لا نريد أن تكون نخبتنا «نخبة الفك المفترس» حيث تلتهم نخبة بقية النخب ونعود إلى الاستبداد مرة أخرى. وهم لديهم يقين أن الدكتور مرسى ورجاله ينوون ذلك لو أتيحت لهم الفرصة. وكما قلت فى الحلقة المذكورة: «99% من تاريخ مصر هو تاريخ نخبة الفك المفترس». والحقيقة أننى مهما افترضت حسن النية فى الدكتور مرسى والعاملين معه، فالقضية بالنسبة لى منتهية من زاوية أنه حتى لو أراد الحق بنيته، لكنه أساء التصرف وأخطأ الطريق تماماً، بالذات فى الأداء العظيم للأهل والعشيرة فى يوم نصرة سوريا وتقسيم مصر. ونفسى أعرف من هو المفكر الاستراتيجى الذى يدير مؤسسة الرئاسة، لو فيه حد يفكر استراتيجياً، والتفكير الاستراتيجى فى أبسط معانيه أن تفكر بمنطق «الشطرنج»: أنا سأفعل كذا وأتوقع رد فعل كذا، وبالتالى سأفعل كذا، وهو يفعل كذا. أو كما يقول أحد أساتذتى الاستراتيجيين أن تفكر لأربع خطوات قادمة. ولكن أعتقد أن الرئاسة فى السحكاية، والمعارضة فى البيستك ناو، كما قلت من قبل، والكل شغّال «استراكيكى» على رأى محمد الميكانيكى. والوضع الراهن سيظل بعيداً عن نمط نخبة الفك المفترس لأن أياً من الطرفين لا يملك أدوات العنف أو القمع اللازمة للتخلص من الآخر؛ كما لا يوجد محمد على ولا جمال عبدالناصر ولا السادات. وإنما ما سيحدث هو النمط الثانى من تكسير العظام المتبادل والدائم بلا فائز حقيقى لأنه قائم على توازن الضعف بين الجميع وانعدام الثقة الشديد. وهو ما سيؤدى إلى المكابرة والمعاندة والمزايدة والمكايدة. وهو النمط الذى رأيناه لمدة ثلاثين عاماً خلال الفترة من 1923 وحتى 1952 حيث كان النمط السائد هو أنه كلما جرت انتخابات نزيهة، يصل الوفد إلى السلطة، تم يدخل الوفد فى صدام مع القصر أو الإنجليز، فيقيل الملك الوزارة ويكلف أحزاب الأقلية بتشكيلها، فتؤجل تلك الأخيرة انعقاد البرلمان ذى الأغلبية الوفدية، فيحل الملك البرلمان وتجرى انتخابات جديدة تزيّف لصالح الأقلية، فيقوم الوفد بسلسلة من الإضرابات الجماهيرية، مما يدفع الملك إلى إجراء انتخابات حرة يعود بعدها الوفد إلى الحكم. وهكذا من أول وجديد. لدرجة أن خلال الفترة من 1923 حتى 1952، تشكلت 38 وزارة بمتوسط عمر 9 أشهر للوزارة الواحدة، كما لم يكمل أى برلمان مدته الدستورية باستثناء برلمان عام 1945. وفيه برلمان فى مارس 1925 تم حله فى نفس اليوم بعد انعقاده، يعنى استمر حوالى 8 ساعات. والدرس المستفاد أن النخبة التى لا تعرف كيف تتعايش مع بعضها تغرق بعضها. ولهذا حين جاء الفك المفترس المتمثل فى الضباط الأحرار فى عام 1952 إلى السلطة تخلصوا من كل هذه الأسماء بسهولة تليق بمن أعطاه الشعب الأمانة فضيعها وأساء إليها. هناك نمط ثالث، وهو ما نتمناه جميعاً، وهو نمط النخب المتعايشة وفقاً لآليات ديمقراطية. وأتذكر أننى نشرت على صفحتى على «الفيس بوك» صورة لافتتاح الكنيست الإسرائيلى وكانت تجمع بين رئيس الدولة بيريز (وكان زعيماً لحزب العمل، الذى خسر الانتخابات ضد نتنياهو) وبجواره نتنياهو (زعيم حزب الليكود، ورئيس وزرائها الآن)، مع تسيبى ليفنى (زعيمة حزب كاديما والمعارضة الشرسة لنتنياهو)، مع إيهود باراك (زعيم حزب العمل)، مع إيهود أولمرت (زعيم حزب كاديما)، مع أفيدور ليبرمان (زعيم حزب إسرائيل بيتنا). رسالة هذه الصورة هى بوضوح: جاتنا نيلة فى نخبتنا الهباب التى لو كانت اتحدت من البداية أثناء الانتخابات الرئاسية لكنا فى وضع مختلف. ومع ذلك رب ضارة نافعة. نحن الآن عرفنا أكثر من هم «الإخوان فى السلطة» بعد أن كنا نعرف من هم «الإخوان فى المعارضة» حتى لا يقع أحدنا فريسة لتصورات رومانسية زائفة عن قدرات هائلة وحكمة نافذة وملائكية مفترضة. هل يمكن أن ينقذ الدكتور مرسى رئاسته ولا يلحق بألفونسين الأرجنتينى، ودى ميلو البرازيلى اللذين أُجبرا على التنحى؟ سؤال يجيب عنه المفكر الاستراتيجى للرئاسة. نقلاً عن جريدة " الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من هو المفكر الاستراتيجى للرئاسة من هو المفكر الاستراتيجى للرئاسة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon