توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عملية زرع الكلي الفرصة الأخيرة أمام العاجزين كلويًا للظفر بحياة طبيعية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عملية زرع الكلي الفرصة الأخيرة أمام العاجزين كلويًا للظفر بحياة طبيعية

الجزائر ـ واج

 تعد عملية زرع الكلى التي يجود بها أحد الأقارب بالنسبة لمن حالفهم الحظ فرصة أخيرة للعيش بصفة طبيعية و بصيص أمل يشعرهم بالعودة للحياة مجددا بعد صراعهم مع ويلات المرض الذي أدخلهم في دهاليز الألم و معاناتهم من حصص تصفية الكلى لسنوات عدة أرهقتهم ماديا جسديا و نفسيا. و قد عاش و عايش المصابون بالقصور الكلوي قبل خضوعهم إلى عملية جراحية لزرع الكلية جحيما دام سنوات جعل منهم زائرين دائمين لمختلف مصالح أمراض الكلى وعيادات تصفية الدم في عملية بحث مضنية عمن يتبرع لهم بهذا العضو الثمين الذي قد ينقذ حياتهم ويجعل منهم أشخاصا كالباقين. و رغم المحاولات العديدة لا يجد هؤلاء --إلا فيما ندر-- سوى المحيط العائلي للاستجابة لمطلبهم الوحيد ...الحصول على متبرع بكلية تعيد لهم الأمل في الحياة و هي الأمنية التي تحققت بالنسبة للبعض منهم على غرار عبد الله و يوسف و منيرة. و يقول عبد الله صاحب 42 سنة أنه "عاد إلى الحياة ثانية " بعد استفادته من زرع كلية في 30 نوفمبر 2009 تبرعت بها أخته التي تصغره ب12 سنة بعد معاناته و لسنوات طويلة من عذاب حصص تصفية الدم. و عبر عبد الله عن أسفه حيث كان من الممكن أن ترى معاناته نهايتها لو تحصل من كلية تنزع من جثة أحد الأموات إلا أن الذهنيات المتحجرة و الخاطئة لاتزال تقف حجر عثرة أمام تبني هذا الحل الذي من شأنه إنقاذ حياة ملايين المرضى. و قال هذا المحظوظ أنه مهما شكر شقيقته على مساعدتها "لن يتمكن أبدا من رد جميلها" فهو اليوم يتمتع بصحة جيدة و مندمج في المجتمع من خلال المهنة التي يمارسها (عامل حراسة) كما أنه يحرص على متابعة المراقبة الطبية كل ستة أشهر بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية "حساني إسعد" لبني مسوس. و بالمقابل عبرت أخت عبد الله هي الأخرى عن سعادتها بعد تمكنها من إنقاذ حياة أخيها من الموت المؤكد بعد أن شارفت كليتيه على التوقف عن أداء وظائفها الحيوية و هي السعادة التي يدعمها علمها بأن عيشها بكلية واحدة لن يؤثر على حياتها بتاتا. أما يوسف البالغ 52 سنة فقد روى قصته مع العجز الكلوي حيث اكتشف "بالصدفة" أنه مصاب بذات الداء الذي أودى بحياة والدته و الذي يعاني منه عدد من أقربائه. و قد استفاد يوسف من عملية زرع كلية في سنة 2009 بالمملكة الأردنية الهاشمية تبرعت بها زوجته لأن القوانين الجزائرية لا تسمح بتبرع الزوجة بأعضائها لزوجها. ورغم أن العملية كلفت يوسف ما لا يقل عن 8 آلاف أورو إلا أنه يعتبر بقائه على قيد الحياة إلى جانب أطفاله -"نعمة لا تقدر بثمن" و هو اليوم يمارس مهنة حرة و يتابع هو الآخر المراقبة الطبية بالمؤسسة الاستشفائية "نفيسة حمود" (بارني سابقا). نفس الشعور عبرت عنه منيرة ذات 33 عاما والتي استفادت هي الأخرى من عملية زرع لكلية بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في أمراض و جراحة القلب "محند معوش" بالعاصمة منذ 7 سنوات خلت تبرع بها شقيقها. و تقول منيرة أن أخاها أعطى نكهة لحياتها و مكنها من تكوين عائلة و إنجاب أطفال مثلها مثل أترابها. و في معرض سردها لقصتها مع المرض أوضحت منيرة بأنها في الأصل تحمل عوامل وراثية تعرضها إلى الإصابة بالعجز الكلوي اكتشفتها بعد اصابتها بذروة ارتفاع ضغط الدم بينت أنها مصابة بالقصور الكلوي و تستدعي حالتها الخضوع لتصفية الدم. غير أن منيرة و بعد معاناتها مع المرض و نظرة المجتمع إليها استفادت من عملية زرع كلية أعطتها الأمل في الحياة وهي اليوم أم لطفل و إطار بشركة وطنية. غير أنها أعربت في هذا السياق عن أسفها لغياب أطباء نفسانيين يحضرون ويرافقون المرضى قبل و بعد إجراء عمليات الزرع حيث أكدت أن تمكنها من الاندماج مع المجتمع كان راجع إلى ايمانها القوي و تقبلها للمرض عكس بعض المرضى الذين انهاروا عصبيا. و قد أجمع كل من عبد الله و يوسف و منيرة على دعوة و حث جميع أفراد المجتمع على التبرع بأعضائهم للذين هم في حاجة إليها واصفين هذه العملية ب"الصدقة الجارية" ليعربوا في الأخير عن أمنيتهم في أن تصبح عمليات زرع الأعضاء بالجزائر تمارس كبقية النشاطات الطبية الأخرى. نزع الأعضاء من الموتى يبقى" الحل الأمثل" لتلبية احتياجات المرضى الجزائر- أكد رئيس مصلحة الجراحة وزرع الأعضاء بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية فرانس فانون بالبليدة الأستاذ المهدي سي أحمد أن نزع الأعضاء من الموتى وزرعها لمن هم في حاجة إليها يبقى "الحل الأمثل" لتلبية احتياجات المرضى في هذا المجال نظرا لقلة المتبرعين. وأوضح الأستاذ سي أحمد لواج عشية إحياء اليوم العالمي للكلية الذي يصادف 13 مارس من كل سنة أن زرع الأعضاء ظل إلى حد الساعة يعتمد على متبرعين أحياء ويقتصر بنسبة كبيرة على المحيط العائلي حيث اذ يستفيد 20 بالمائة من المصابين بالعجز الكلوي وما بين 35 إلى 36 بالمائة لمرضى الكبد من كرم الاقارب. واضاف أن زرع القرنية بالجزائر كاف ويعتمد "كليا" على الاستيراد من الولايات المتحدة الأمريكية في حين يبقى الطلب "مرتفع جدا" وبدون تلبيته بالقدر الكافي بالنسبة لعمليات زرع الرئة والقلب والبنكرياس والجلد والكتلة العظمية التي لازالت "رهينة" تبرع الأحياء كما قال. وقدر المختص تلبية الاحتياجات الوطنية سنويا ب 500 عملية زرع في جميع أنواع الأعضاء من بينها 250 عملية زرع الكبد و تتوفى حالات عديدة من القصور التنفسي والقلب والشرايين نتيجة العجز المسجل في مجال التبرع بها وغياب نزعها من الموتى. وحسب الأستاذ سي أحمد فان تكريس سياسة وطنية للتبرع وزرع الأعضاء مخولة لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التي تسند إليها مهمة وضع ورقة طريق حول حملات تحسيس وتوعية السكان حول اهمية التبرع على غرار ما هو معمول به في بعض الدول التي نجحت في هذا المجال. ودعا الوزارة الوصية إلى الاعتماد على وسائل الإعلام الثقيلة ولاسيما التلفزيون وتنظيم ومضات إشهارية خلال ساعات تواجد المواطنين أمام الشاشة على سبيل المثال خلال النشرة الإخبارية الرئيسية مثلما قامت به خلال شهر رمضان المعظم لتحسيس المواطنين حول التبرع بالدم مبرزا النتائج الإيجابية التي حققتها هذه العملية. وبخصوص دور المساجد في هذا المجال ثمن الأستاذ سي أحمد تجربة مستشفى فرانس فانون في تحسيس 300 إمام بولاية البليدة المواطنين للتبرع بأعضائهم وقبول نزعها من جثث الموتى لزرعها لمن هم في أمس الحاجة إليها. وألح على الدور الذي يجب أن تلعبه الوكالة الوطنية لنزع وزرع الأعضاء التي تم إنشائها في نوفمبر2012 لإنقاذ الحياة البشرية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية زرع الكلي الفرصة الأخيرة أمام العاجزين كلويًا للظفر بحياة طبيعية عملية زرع الكلي الفرصة الأخيرة أمام العاجزين كلويًا للظفر بحياة طبيعية



GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon