دمياط - عماد منصور
تدخلُها مريضًا فتخرج منها أكثر مرضًا، هذا هو الحال في معظم مستشفيات دمياط التي تخلو من أجهزة أشعة أو مقطعية أو رنين، وترى في مستشفيي الحميات والصدر المتجاورتين في ميدان باب الحرس في مدينة دمياط كوكتيلاً من المشاهد التي لا يُمكِن أن تراها داخل مستشفى، فعنابر المرضى سيئة المظهر، وأَسِرَّة المرضى متهالكة، والقطط تقفز بين المرضى وتلتهم مُخلَّفات طعامهم، والقمامة تحاصر المريض سواء داخل العنبر أو في ساحة المستشفى، حيث ترتع الكلاب الضالة والفئران وأنواع الحشرات كافة التي تهدد صحّة هؤلاء النوع من المرضى، الذين يصابون غالبًا بفيروسات A , C، وهم بالأخص يحتاجون مكانًا أكثر نظافة وهدوءًا، ومواسير المياه داخل المبنى متهالكة ومعرَّضة للكسر لتختلط مياهها بمياه الصرف وبأكوام المخلفات الطبية التي تلقيها الممرّضات والعمال بدلاً من وضعها داخل المحارق المخصَّصة لذلك.
والغريب أن الحميات والصدر يفتقدان لأدنى مستويات الأجهزة الطبية المطلوبة لهذين النوعين من المرضى، ناهيك عما يعانيه المريض من سوء معاملة، سواء من ناحية التمريض، أو عدم وجود العدد الكافي من الأطباء اللازمين لتأدية الخدمة الطبية للمريض، ومتابعة حالته بما يحافظ على حياته.
ويحكي محمد رخا، من قرية السنانية في مركز دمياط، أنه توجه لمستشفى الصدر ليجد نموذجًا صارخًا للإهمال، فحال النظافة في المستشفى يُرثَى له، والحيوانات والحشرات تحاصر المرضى، وسط مياه الصرف ذات الرائحة الكريهة.
وأشار إلى أنه توجّه مع زوجته لمرافقة أحد المرضى فوجد معاملة سيئة من الممرضات، اللاتي رفضن حتى مساعدة المريض على الوقوف، أو الصعود على سريره.
ولفت إلى أن الأدوية غالبها غير موجود، ويُضطَر المريض ومرافقوه لتحمل تكاليف شراء علاجه، وقال: "الممرّضة تُعطي الحقنة ثم تُلقي بالسرنجة تحت السرير الذي تظهر على جزء منه بُقع دماء من مرضى سابقين، ولا يوجد متابعة من جانب إدارة المستشفى".
ويشير محمد سعد، في التربية والتعليم، إلى أن قيادات الصحة تقبع في مكاتبها وتكتفي بالتوقيع على التقارير الورقية فقط، متسائلاً عن لجان المتابعة المفترض قيامها بمفاجأة المستشفيات، والاطلاع على أحوال المرضى، والتعرُّف على أداء الأطباء والممرّضات، وأوضح أن هناك داخل المستشفى بعض الأطباء المهرة الذين لا يجدون أية إمكانات للقيام بدورهم بالمستوى المطلوب.
فيما يطالب محمد مهران، موظف، بإقالة قيادات الصحة في المحافظة، وتغيير إدارات المستشفيات الحكومية بغرض ضخّ دماء جديدة، وتحسين أداء هذه المستشفيات، بعد أن اضطُرّ المرضى للهرب لمستشفيات وعيادات الدقهلية وبورسعيد هربًا من سوء الخدمة الطبية التي تُقدَّم لهم داخل تلك المستشفيات، التي يُعتبر الداخل لها مفقودًا، والخارج منها مولودًا.
أرسل تعليقك