توقيت القاهرة المحلي 12:38:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا شباب: إوعوا تقعوا ضحايا الحروب النفسية

  مصر اليوم -

يا شباب إوعوا تقعوا ضحايا الحروب النفسية

معتز بالله عبد الفتاح

لماذا يخلع جندى زيه العسكرى ويسلم سلاحه ويترك موقعه فى مواجهة هجمة من أعدائه عليه؟ ولماذا يذهب جندى آخر إلى ساحة المعركة، وهو يعلم أن زملاء له قد ماتوا فى نفس هذا المكان؟

واحد من العوامل التى تساعد على فهم هذه الظاهرة هو مناعة الجنود ضد العمليات النفسية التى يشنها الطرف الآخر، بل إن الأمر يتخطى حدود المعركة العسكرية ليشمل تأثير العمليات النفسية على استقرار المجتمعات وتماسك نسيجه الوطنى وثقة المواطنين فى مؤسسات الدولة واحترامهم والتزامهم بقوانينها وقراراتها.

«العمليات النفسية»، أو (psychological operations) هى: «استخدام أساليب إدارة المعلومات المغلوطة والأفكار المنتقاة والصور المشوهة، والأكاذيب المحبوكة لخداع وتحريض وتوجيه وإثارة الجماعات المستهدفة (من مدنيين وعسكريين) لتبنى سلوك معين يتعارض مع مصالحها، مستفيدة من: أخطاء القيادات، وجهل الشعوب، والعملاء الانتهازيين».

بهذا التعريف، فإن العمليات النفسية قديمة قدم الصراع الإنسانى.

ولهذا لا تضن علينا الكتب والمراجع بعشرات الحوادث والمقولات التى تؤكد أن صراع البشر من قديم الزمان استخدم كافة أساليب العمليات النفسية التى كانت متاحة.

قال الله تعالى فى سورة التوبة: «لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ». والإشارة هنا لمرسلى رسالة الفتنة وهم المنافقون، وللرسالة الاتصالية التى هى الفتنة والخبال أى الضعف، ولخصائص المستمعين ممن لديهم نزعة للتأثر برسائل الفتنة «وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ». وتعد هذه إشارة مباشرة إلى معنى العمليات النفسية.

كما قال صن تسو، صاحب أقدم كتب الاستراتيجية العسكرية، من أكثر من 2500 سنة: «استسلام جيش العدو لك أفضل من تدميرك له. استسلام فرقة من فرق الجيش لك أفضل من تدميرك لها. بل إن الانتصار المادى فى مائة معركة ليس التميز الأعلى، بل إن التميز، قمة التميز، هو أن تنتصر على عدوك وتخضعه دون قتال أو نقطة دم واحدة، لذا فإن التحدى الحقيقى ليس أن تدمر جيش عدوك، ولكن أن تدمر رغبته فى الاشتباك».

يضيف نابليون بونابرت بعداً آخر لا يقل أهمية للعمليات النفسية بقوله: «فى العالم قوتان: قوة السيف وقوة العقل. على المدى الطويل، السيف دائماً ما يُهزم من العقل». وقال كذلك: «فى الحروب، تأثير الحالة المعنوية للجنود مقارنة بأهمية عددهم وعتادهم هو ثلاثة إلى واحد».

وبشهادة من هزموا فى الحروب كذلك، جاءت تعليقات بعضهم من قبيل:

قول الجنرال Eric Von Ludendorf، أحد قادة الجيش الألمانى فى الحرب العالمية الأولى التى هزمت فيها ألمانيا: «لقد كنا أشبه بفاقدى السيطرة أو الحيلة نتيجة بروباجندا العدو مثلما يصاب الأرنب بالشلل فى مواجهة الثعبان».

وعلى نفس النهج كتب Fieldmarshall Hindenberg أحد قادة الجيش الألمانى فى نفس الحرب: «لقد هاجمنا الإنجليز بوابل من القنابل لتدمير أجسادنا. ولكنهم كذلك هاجمونا بوابل من أوراق الدعاية لتدمير أرواحنا».

وحين فسر هتلر أسباب هزيمة الجيش الألمانى فى الحرب العالمية الأولى قال: «لقد تعلم جنودنا كيف يفكرون تحديداً بالطريقة التى أرادها لهم العدو، لذا كانت الهزيمة». بل إن استخدام العمليات النفسية لم يعد فقط مرتبطاً بالحروب ولكن كذلك باستقرار المجتمعات.

قال الرئيس الأمريكى، إبراهام لينكولن: «الروح المعنوية هى كل شىء. بالروح المعنوية العالية، لا شعب يمكن أن يفشل. ودونها، لا شعب يمكن أن ينجح. إن الذى يصنع العقول أقوى من هذا الذى يصيغ القوانين».

قال جنرال ماك آرثر، قائد القوات الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية فى اليابان وكوريا: «فى الظروف الحالية، لا يمكن لقائد أن يشن حرباً ناجحة دون دعم الرأى العام الذى يتشكل بما يكتب فى الصحف وأساليب الاتصال والدعاية الأخرى». وفى واحد من معاهد إعداد الخبراء الاستخباراتيين وقيادات الشئون المعنوية فى الولايات المتحدة (Johns Hopikins University) يدرس هؤلاء العبارة التالية: «لو ظللت تقول الحقائق لشخص ما لمدة سبع سنوات، فإنه سيصدق المعلومات الخاطئة التى ستعطيها له فى اليوم الأول من العام الثامن حين تقرر أنت ذلك. إن وظيفتك الأولى، كى تسيطر على عقول الناس، أن تصنع مصداقيتك عندهم». وقال شكسبير: «عقول العامة فى آذانهم». وبالتالى من يسيطر على آذانهم يسيطر على عقولهم، وبالتالى على سلوكهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا شباب إوعوا تقعوا ضحايا الحروب النفسية يا شباب إوعوا تقعوا ضحايا الحروب النفسية



GMT 10:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

فشلنا في امتحان الجاهزية والاستعداد

GMT 10:05 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السَّنة الفارطة... الإعصار دونالد

GMT 10:04 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

عن اقتصاد السّوق واقتصاديات السُّوء

GMT 10:02 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

القدية غربَ الرياض تُلقي التَّحية الأولى

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

هل ثمّة حياة بعد الدولة الأمّة ذات الحكم المركزي؟

GMT 09:59 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

السلطة والطرب... فيلم «الست»

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

عامٌ «ترمبي» يرحل وآخرُ يُقبل

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

غداً عامٌ جديد

GMT 08:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
  مصر اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 08:26 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
  مصر اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 03:47 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

المقاولون العرب يفوز على المقاصة بهدفين نظيفين

GMT 02:11 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

باسم مرسي يتسبب في اصابة سعد سمير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt