توقيت القاهرة المحلي 14:39:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى»

  مصر اليوم -

عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى»

معتز بالله عبد الفتاح

سألنى صديقى «محمد» الميكانيكى: «طيب إش ضمنك يا فالح إن السيسى ما يطلعش زى مبارك أو مرسى أو أى واحد من دول؟».
طبعا الدنيا حر، والبطيخة اللى فى إيدى لا تسمح لى بأن أسهب فى النقاش مع شخص أصابته جرثومة التشكك فى كل شىء، مثل صديقى محمد الميكانيكى، فبصراحة طنشته.
«هات البطيخة اللى فى إيدك دى وامشى من هنا. يا إما ترد علىّ». قال لى وهو منفعل بشدة.
«يا محمد يا صديقى، هنخسر بعض، وهتاخد منى البطيخة علشان السياسة؟ دى عشرة عمر من زمان». قلت له متطلعاً لأن يسمح لى العشم الذى بيننا بأن أكمل البطيخة.
«طيب خلص البطيخة، وأنا مستنيك ترد». قال متحفزاً.
والحقيقة أننى أطلت فى أكل البطيخة وتباطأت فى التفاعل معها، لأننى زهقت من الكلام فى السياسة، لكنه بدا وكأنه وصل إلى نقطة لا يمكن معها إلا أن أجيب عليه. وقد كان.
«بص يا سيدى. السيسى كما كل الحكام لديهم قابلية للاستبداد إذا ما وجدوا البيئة التى تدفعهم نحو الاستبداد. هذه البيئة التى تدفع للاستبداد هى بيئة غير متزنة وغير موضوعية وغير حكيمة، بيئة قائمة على المبالغة وسوء التقدير والانفعال العاطفى دون الحسابات العقلية.
نحن نظن أحياناً أن الطريق الوحيد لصناعة الديكتاتور هو المبالغة فى مدح شخصه، ونسبه، وشكله، وكلماته، وأفعاله، وإشاراته فننتهى إلى ما قاله العامة فى نهاية مسرحية «الزعيم» للحاكم الجديد: «أنت الفارس، وأنت الحارس، أنت مفجر ثورة مارس، ابنِ لنا مستشفيات ومدارس، وقل للعفاريت حابس حابس». (شعر بهاء جاهين).
ولكن هناك طريقاً آخر نغفله أحياناً رغماً عن أنه يمكن أن يفضى إلى نتيجة أشرس وديكتاتورية أعنف وهو طريق «إشاعة الفوضى» سواء كانت فوضى الشائعات أو فوضى المبالغات أو فوضى القلاقل والاضطرابات.
علينا أن ندرك أننا نخلق المستبدين حين نبالغ فى مدحهم، وكذلك حين نبالغ فى ذمهم. أو كما قال المرحوم الشيخ الشعراوى:
لا توطن نفسك على المعارضة بلا إنصاف، فدوام الخلاف من الاعتساف.
ولا توطن نفسك على الموالاة بلا استحقاق، فدوام الوفاق من النفاق.
وهذه تحمل نفس معنى العبارة اليونانية القديمة التى يقول فيها الفيلسوف للأمير: «أنا ناصحك إن سألت، وأنا نصيرك إن عدلت، وأنا خصيمك إن ظلمت».
إنما أنا خصيمك دائماً، سواء أحسنت أو أسأت، أو أنا نصيرك دائماً سواء أحسنت أو أسأت، أنا سأعارضك دائماً بلا أى إنصاف وبكل اعتساف، أو أنا نصيرك دائماً بلا أى استحقاق وبكل نفاق. هذا هو الطريق الذى أشار إليه «الكواكبى» بقوله: «المستبد لا يحكم إلا مستبدين».
«طيب والحل» سألنى صديقى محمد الميكانيكى.
أولاً: الوازع الأخلاقى والدينى عند الحاكم متغير مهم؛ فسلوك الناس يتفاوت عند تعرضهم لنفس الظروف.
ثانياً: فريق عمله، أو ما يقال عنه «الحاشية» أو «البطانة» فهى إما تعينه على الحق، أو تزين له الباطل.
ثالثاً: البرلمان المتوازن الذى لا يجامل ولا يعاند بدون وجه حق.
رابعاً: قادة الرأى والفكر فى الإعلام والصحافة مطالبون بأن يرتقوا أخلاقياً ومهنياً للمرحلة المقبلة.
«طيب ما تقول الكلام ده للرئيس السيسى». هذا ما طلبه منى صديقى محمد الميكانيكى، فكتبت هذا المقال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى» عاجل من «محمد الميكانيكى» إلى «الرئيس السيسى»



GMT 08:52 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 08:49 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 08:47 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 08:45 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

قراءة في لحظة جنوب اليمن

GMT 08:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إصرار الحزب والتربص الصهيوني

GMT 08:40 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صناعة النفط السورية... فرص كبيرة

GMT 08:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 08:34 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

عام آخر جديد 2026

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt