توقيت القاهرة المحلي 04:43:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل إلى شعب مصر الشقيق: إحنا إحنا

  مصر اليوم -

عاجل إلى شعب مصر الشقيق إحنا إحنا

معتز بالله عبد الفتاح

كنت مع صديق فى شارع جامعة الدول العربية، وفجأة الشارع توقف عن الحركة ثم سمعنا أصواتاً تشير إلى خناقة كبيرة ثم تمر الدقائق دون أن نعرف تحديداً سبب توقف الشارع فجأة. وتناثرت الأقوال بين وجود لجنة شرطة أو وجود قنبلة أو خناقة بسبب فرح.
وبعد بضع دقائق حدثت انفراجة خفيفة بحيث بدأت تتحرك السيارات من حارة ضيقة رغماً عن أن الشارع ناحية شارع أحمد عرابى يفترض فيه الاتساع. وبعد دقائق وصلنا إلى موطن «الأكشن» حيث كانت بالفعل خناقة بين مجموعة من الشباب واضح أنهم تبرعوا بإغلاق الشارع مجاملة لعروسين يركبان سيارة تقف فى وسط الزحمة. وواضح أيضاً أن بعض الناس قد ضاقوا بهم ذرعاً لأنهم فى سبيل الاحتفال بشخصين يتزوجان قرروا أن يعطلوا الشارع دونما اعتبار أن الشارع ملكية عامة لا يجوز «خصخصتها» من أجل الاحتفاء بزوجين بهذه الطريقة.
انزعج صديقى وأنا ثم فجأة جاء لى العم بيرم التونسى الذى زار من تسعين سنة تقريباً لندن وباريس مقهوراً مطروداً لأنه كان ينتقد كل شىء فى مصر، بما فى ذلك الأسرة المالكة.
وقلت لصديقى، تعرف إحنا متخلفين من زمان أوى.. يعنى التخلف أصبح جزءاً من الهواء الذى نستنشقه. ثم ذكرت له ما قاله بيرم التونسى من 90 سنة عن الزواج عند المصريين. قال:
حاتجن ياريت يا إخوانّا، مارحتش لندن ولا باريز، دى بلاد تمدين، ونضافة وذوق ولطافة، وحاجة تغيظ.
ولا عركة فى نص الليل، دايرة بالحيل، وساحبها بوليس، قدامها جدع متجرجر، وشه معور، قال إيه دا عريس، الخلق ما هى بتتجوز، واشمعنى إحنا مفيش تمييز.
قلت لصديقى، طيب ما هى نفس الحكاية حتى عصرنا هذا. ولا يزال الشعب المصرى الشقيق يقوم بنفس الممارسات غير الإنسانية فى نفسه وفى أشقائه فى الوطن.
نكمل مع عم بيرم نقده الاجتماعى:
حاتجن ياريت يا إخوانّا، مارحتش لندن ولا باريز، دى بلاد تمدين، ونضافة وذوق ولطافة، وحاجة تغيظ.
مالاقيتش جدع متعافى، وحافى، وماشى يقشر خص، ولا شحط مشمرخ أفندى، معاه عود خلفه، ونازل مص، ولا لب أسمر وسودانى وحمص، وانزل ياتقزقيز، حاتجن ياريت يا إخوانّا، مارحتش لندن ولا باريز.
ولا واحدة فى وش الفجر، تبرطع مالية الدنيا صوات، قال إيه، جوز خالتى أم أحمد، سلفة أخوها السيد، سبحانك ما أعظم شانك والله الموت، دا مفيد ولذيذ، حاتجن ياريت يا إخوانّا، مارحتش لندن ولا باريز.
ولا واحد طالع يجرى، وواحد تانى بيجرى وراه، ويقول هاهع حصلتك، يابن اللى أبصر إيه عاملاه، لا الشارع غيط يا إخوانّا ولا إحنا بدارة، ولا إحنا معيز، حاتجن ياريت يا إخوانّا، مارحتش لندن ولا باريز.
ولا واحد بيبيع حاجة، يقول بريال وتاخدها بصاغ، يا إخوانّا دى حتى الإبرة، تاخدها بدوشة وقلب دماغ، حلفان، وعراك، ومناهدة، ويمكن ضرب كفوف، يا حفيظ، حاتجن يا ريت يا إخوانّا، مارحتش لندن ولا باريز، دى بلاد تمدين، ونضافة ودوق ولطافة وحاجة تغيظ.
الرجل يعرض لثقافة المبالغة، عدم احترام حرمة الشارع، ثقافة استغلال الفرصة للسرقة والنهب، وهكذا من عيوب أخلاقية وتشوهات ثقافية نتوارثها وننقلها لأولادنا وبناتنا. إذن: إحنا.. زى ما إحنا...
ضعوا ما سبق بالإضافة للنقد الاجتماعى الوارد فى أفلام نجيب الريحانى مثلاً لنكتشف أننا نعيش حالة من التقدم المظهرى والتخلف الهيكلى الثقافى والأخلاقى والاجتماعى والسياسى الذى فشل فى علاجه فؤاد وفاروق وناصر والسادات ومبارك ومرسى و.. ليس لها من دون الله كاشفة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى شعب مصر الشقيق إحنا إحنا عاجل إلى شعب مصر الشقيق إحنا إحنا



GMT 03:21 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

دعائي في وقفة عرفات

GMT 03:20 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

أوروبا إلى اليمين

GMT 03:18 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

«ضيف على الحياة».. سيرة كاتب فلسطيني ورحلاته

GMT 03:16 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الحكومة الجديدة وآمال الشعب

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

GMT 03:11 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

٤ يكتبون للحكومة

GMT 03:09 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

«بلهارسيا» عبد الحليم حافظ و«حصوات» عمرو دياب!

GMT 02:34 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الخوف على أنوار باريس

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:43 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

إصابة رئيس الاتحاد الكولومبي لكرة القدم بوباء "كورونا"

GMT 10:14 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

طاجن الكبدة

GMT 09:39 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار الأميركى مقابل الجنيه المصري ليوم السبت

GMT 03:39 2020 الإثنين ,31 آب / أغسطس

سيدة مصرية تعتدي على ضابط شرطة داخل محكمة

GMT 11:28 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

2.9 مليار جنيه استثمارات لبرنامج التنمية المحلية

GMT 23:47 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

سوق الأسهم الأميركية تفتح على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon