توقيت القاهرة المحلي 10:07:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دلالات اختيار «الزند» وزيراً

  مصر اليوم -

دلالات اختيار «الزند» وزيراً

معتز بالله عبد الفتاح


حين عرفت بخبر اختيار المستشار أحمد الزند وزيراً للعدل، وجدت نفسى حائراً. أعرف الرجل: صلابته، حماسه، بلاغته، شجاعته. ولكن فى الوقت نفسه أعرف أن هذا المنصب، أى منصب وزير العدل بطبيعته، منصب له تقليد فى اختيار من يشغله. وحين ترشيح أسماء للمناصب الوزارية المختلفة كان عادة ما يقال عند اختيار وزير العدل أن يكون شخصية غير معروفة شعبياً أو إعلامياً وألا تكون له معارك سابقة فى أى اتجاه حتى لا ينعكس على أدائه أثناء توليه الوزارة، وكأنه مطلوب أن يكون اسم وزير العدل مفاجأة لغير المشتغلين بالعمل القضائى، ومعروفاً فقط بين أقرانه من السادة القضاة والمستشارين.

بعض منتقدى الرجل قالوا إنه حصل على منصبه «مكافأة» على دوره فى 30 يونيو وما قبلها من مواجهة الإخوان.

ومن معرفتى بالرئيس السيسى، هو لا يفكر بهذه الطريقة.

ومن معرفتى بالمستشار الزند، هو لا يقبل أن يصل إلى الوزارة بهذه الطريقة.

ظللت من بعيد أتابع التجربة، وبذلت جهداً فى فهم سبب الاختيار.

فتبين لى ما يلى:

أولاً، الرئيس السيسى وفريق عمله ينتقلون فى العام الثانى من مرحلة قبول الوزير التكنوقراطى، الذى هو أقرب إلى تسيير الأعمال وإطفاء الحرائق إلى مرحلة الوزير قوى الشخصية، صاحب الرؤية لتطوير وزارته، المستعد لاتخاذ قرارات فى الصالح العام حتى لو كانت غير شعبية، لكنه يستطيع تسويقها بتوضيح تأثيرها الإيجابى على المدى الطويل.

ثانياً، التخوف التقليدى من أن الأشخاص المعروفين إعلامياً وشعبياً سيأتون إلى موقع صنع القرار، ومعهم عبء ثقيل من الرافضين والمعترضين، وبالتالى الأفضل تجنبهم. هذا التخوف تراجع بشدة بعد أن تبين للرئيس وفريق عمله أن قطاعاً واسعاً من الكفاءات هى بالفعل معروفة إعلامياً وشعبياً، وخاضت معارك كثيرة انتصرت فى الكثير منها، وبالتالى ستدخل إلى موقع صنع القرار، وهى مدربة على التعامل الجماهيرى والإعلامى بما اكتسبته من خبرات قبل الوصول إلى المنصب، وهنا تكون شهرة الشخص وتاريخه المعروف عنصراً إيجابياً، وليس عنصراً سلبياً.

ثالثاً، لو كان المعيار معظم الوقت أن نبحث عن أشخاص لم يكونوا على اتصال مباشر (دعماً أو رفضاً) بالحزب الوطنى أو الثورجية أو الإخوان، أو لا تشاع حولهم انتقادات أو ملاحظات من خصومهم السياسيين، فغالباً نحن نفقد الأغلبية الكاسحة من كفاءاتنا. وهذا فى التحليل الأخير ليس فى مصلحة مصر. وقد قلت من قبل: لا ينبغى لحكومة مصر أن تدار من مدينة الإنتاج الإعلامى.

رابعاً، من متابعتى غير المنتظمة لما قام به المستشار الزند حتى الآن بعد أن وصل إلى منصب وزير العدل، أعتقد أن المؤشرات إيجابية، والرئاسة مرتاحة للاختيار، وأغلب المستشارين مرحبون. العديد من المستشارين يرون فى الرجل أنه صاحب رؤية تحترم القضاء والقضاة، لا يدخل فى معارك مفتعلة ولا ينجرف إليها، بل أزعم أن الرجل ينتظره ما هو أكثر من منصب وزير العدل.

خامساً، قد نجد فى المقابل نوعية مختلفة من الوزراء والمحافظين بعد أن شاع بيننا من يخافون أن يوقعوا على ورقة، ومن يجدون فى تجنب المواجهة أو طرح حلول منهجاً حتى لو على حساب البلد.

أزعم أن هذا البلد فيه كفاءات كثيرة فى مجالات كثيرة يمنعنا عنها حواجز غير موضوعية وتخوفات غير منطقية تضر أكثر مما تنفع. ويا رب نكون على الطريق الصحيح مع العام الثانى من حكم الرئيس السيسى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دلالات اختيار «الزند» وزيراً دلالات اختيار «الزند» وزيراً



GMT 10:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

فشلنا في امتحان الجاهزية والاستعداد

GMT 10:05 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السَّنة الفارطة... الإعصار دونالد

GMT 10:04 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

عن اقتصاد السّوق واقتصاديات السُّوء

GMT 10:02 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

القدية غربَ الرياض تُلقي التَّحية الأولى

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

هل ثمّة حياة بعد الدولة الأمّة ذات الحكم المركزي؟

GMT 09:59 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

السلطة والطرب... فيلم «الست»

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

عامٌ «ترمبي» يرحل وآخرُ يُقبل

GMT 09:56 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

غداً عامٌ جديد

GMT 08:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
  مصر اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 08:26 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
  مصر اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 03:47 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

المقاولون العرب يفوز على المقاصة بهدفين نظيفين

GMT 02:11 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

باسم مرسي يتسبب في اصابة سعد سمير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt