توقيت القاهرة المحلي 02:42:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قائمة شندلر

  مصر اليوم -

قائمة شندلر

بقلم - كريمة كمال

شاهدت على نتفليكس فيلم «قائمة شندلر»، وهو فيلم على المستوى الفنى رائع جدًّا، لكنى تساءلت: لماذا الآن، والآن بالذات، يتم عرض هذا الفيلم الذى يحكى عن معاناة اليهود واضطهادهم من ألمانيا النازية؟.. شاهدت الفيلم قبل أن تضرب إيران إسرائيل هذه الضربة المحسوبة، وينقلب الحال من إدانة إسرائيل إلى عودة التعاطف معها مرة أخرى، حتى إننى تساءلت: هل حسب نتنياهو هذه الحسبة بدقة عندما قام بضرب سفارة إيران فى دمشق وتوقع الرد من إيران ومن ثَمَّ عودة التعاطف مع إسرائيل مرة أخرى؟. لا أعرف حقًّا، لكن المهم هو عرض هذا الفيلم بالذات على نتفليكس، وهو ما يستدعى التعاطف مع اليهود ومع ما جرى لهم وإحياء المظلومية مرة أخرى.. لكن هذه المظلومية تخص اليهود ولا تخص إسرائيل التى فعلت وتفعل بالفلسطينيين ما فعله الألمان باليهود وأكثر، وهو شىء غير مفهوم كيف لمَن كان الضحية يومًا ما أن يتحول إلى الجلاد؟. المهم بالنسبة لى، بعد أن شاهدت هذا الفيلم، هو التساؤل الذى شغلنى بحق: هل نستطيع نحن أن نصنع فيلمًا عما جرى ويجرى للفلسطينيين سواء الآن أو من قبل؟.. هذا فيلم يحتاج إلى توثيق لكل الأحداث والمجازر التى تمت والتى مازالت تتم، فهل هناك مَن فعل هذا، هل هناك مَن وثق هذه المجزرة البشرية وهذه

الإبادة العرقية؟. الأمر يحتاج أصلًا إلى الكثير من الأموال، فمَن قادر على دفعها، بل مَن مستعد لدفعها.. ومَن يلتفت الآن لأهمية التوثيق لكل ما جرى ومازال يجرى.. هذه مشاهد حية تدين إسرائيل وتعبر عن معاناة الشعب الفلسطينى.. «قائمة شندلر» فيلم قوى على مستوى السرد والتأثير والصورة الفنية.. فهل نملك أن نصنع مثله؟.. سوف تمر الأيام وتبقى بضعة أسطر فى كتب التاريخ، بل لو حتى بقيت بضع صفحات، لكن لن تتم إعادة إحياء المعاناة بحق إلا إذا قمنا بإنتاج مثل هذا الفيلم.. عندما يتحدث الإعلام عن المجزرة يكون التأثير الحقيقى أن تتابع الصورة الحية المنقولة من الداخل وترى الدمار والخراب، بل تشاهد النار وهى تندلع فى الأبنية، والأبنية وهى تنهار حطامًا فوق الأرض، ومَن يتم انتشاله ومَن يبقى تحت الأنقاض ولا يظهر منه سوى أطرافه... بل ونحن نتابع التجويع المقصود من الحصار وهو يغتال الجميع الأطفال والكبار، بل الجموع تحاول الوصول إلى المساعدات التى يتم إسقاطها فيموتون غرقًا فى البحر، حيث سقطت المساعدات، بل البعض يسقط تحت الأقدام أثناء التدافع، ثم الصورة الأخيرة للجموع التى أصرت على العودة إلى الشمال مرة أخرى والاحتلال يحاول منعها من العودة بضربها من الجو فيسقط الشهداء.. الصورة الحية هى أكبر مؤثر فى كل هذا الذى يجرى.. الصورة الحية تُؤنسن المذبحة وتجعل لها جسدًا ووجهًا وملامح.. لا يعود الأمر مجرد أرقام الضحايا والشهداء، بل يصبح واقعًا نتابعه بأعيننا، فيسكننا الحزن والألم. لكن هذه الصورة ستختفى إذا ما تم وضع حد لهذه الحرب التى طالت، فهل يمكننا أن نصنع شيئًا يمكن استعادته فى كل لحظة ويمكن عرضه على العديد من المنصات لتبقى المجزرة حية ويبقى هذا الواقع المؤلم شاهدًا على ما جرى؟... إن صنع فيلم يوثق هذه المأساة الحية هو ضرورة يجب أن ندركها ونبحث لها عمّن يمكن أن يكتبها ويوثقها ويُخرجها، والأهم أن ينتجها بمثل هذا الإنتاج الضخم، الذى من المؤكد أن أغنياء اليهود يقفون وراءه... هناك العديد من الأغنياء العرب، فهل هناك من بينهم مَن هو مستعد لصنع مثل هذا الفيلم، وهل يمكننا البحث من الآن عمَن يوثق ومَن يكتب ومَن ينتج؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قائمة شندلر قائمة شندلر



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon