توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تاريخ من الحروب والاغتيالات والانفجارات (1)

  مصر اليوم -

تاريخ من الحروب والاغتيالات والانفجارات 1

بقلم : صلاح منتصر

القاهرة تعطى المقاومة شرعية القتال من لبنان

من بين 22 دولة عربية يعتبر لبنان، الذى تبلغ مساحته أكثر قليلا من عشرة آلاف كيلومتر مربع، الدولة العربية الوحيدة التى للمسيحيين فيها وجود فعال فى الحياة العامة، ويرأسها مسيحى تبعا لقاعدة ظلت إلى اليوم محترما العمل بها، تقضى بأن رئيس الدولة مسيحى مارونى، ورئيس الوزراء مسلم سنى، ورئيس مجلس النواب مسلم شيعى. وحاليا يرأس لبنان الرئيس ميشال عون وهو الرئيس الثالث عشر منذ إعلان استقلال لبنان عن فرنسا فى 22 نوفمبر عام 1943. (ظل الفرنسيون فى لبنان حتى 31 ديسمبر 1946).

وخلال هذه السنوات شهد لبنان من الأحداث والأزمات والصدامات ما لم تشهده دولة عربية أخرى، رغم أنه ظل لعدة سنوات يمثل واحة الحرية فى الوطن العربى، حيث كان إصدار الصحف وإنشاء الأحزاب بلا قيود مما جعل فى لبنان أكبر عدد من الصحف تمثل تقريبا كل التيارات والاتجاهات المعتدلة واليسارية والمتطرفة. كما شهد لبنان مختلف ألوان الأحزاب من مسيحية وشيعية وسنية ودرزية وعلوية وذات توجه ناصرى وأحزاب قومية وأخرى يسارية وأرمنية وسريانية وكردية. وفى خلال ذلك كان اقتصاد لبنان يعتمد على الخدمات السياحية والمصرفية التى تشكل معا أكثر من 65% من مجموع الناتج المحلى، لذا عُرف لبنان باسم سويسرا الشرق لقوة وثبات مركزه المالى، إلا أنه نتيجة الأزمات والحروب التى شهدها لبنان اضطر عدد كبير من اللبنانيين للهجرة إلى مختلف دول العالم حتى أصبح عدد اللبنانيين المهاجرين ضعف المقيمين. ففى عام 2010 كان عدد المقيمين نحو أربعة ملايين والمهاجرون ثمانية ملايين.

وقد بدأت أولى أزمات لبنان عام 1958 عندما حاول كميل شمعون، الرئيس الثانى للبنان بعد الاستقلال، (بشارة الخورى كان رئيسها الأول)، تمديد ولايته التى تنتهى فى 22 سبتمبر 1958 إلا أنه وُوجه برفض قوى كثيرة، كان من بينها جمال عبدالناصر الذى كان له دور قوى فى لبنان.

وإلى درجة ما ظل لبنان مستقرا يمثل الحرية التى تفتقدها دول عربية كثيرة والواجهة التجارية النشطة التى تشتهر بمطاعمها وفنادقها وسهراتها. وأذكر حكاية شخصية ففى عام 1971 اشتريت سيارة بى إم دبليو مستعملة من الكويت، ولم تكن مصر فى ذلك الوقت تعرف هذا الموديل من السيارات مما جعلنى ألجأ إلى بيروت حيث كان لسيارات البى إم توكيل فى منطقة فرن الشباك. وكان السفر إلى بيروت رخيصا مما جعلنى أسافر كثيرا إليها سواء خصيصا لها أو فى طريق العودة من دول الخليج التى أزورها. وفى عام 1975 احتجت إلى قطع غيار ضرورية لسيارتى فسافرت خصيصا إلى بيروت وقابلت زميلى فى «الأهرام» الراحل محمد أحمد، مدير مكتب «الأهرام» فى بيروت، وجلسنا فى مقهى بشارع الحمراء لأفاجأ بحديث بين بعض الفلسطينيين الذين يجلسون إلى جوارنا يتفقون فيه على قتل أحد اللبنانيين، وجذبت محمد أحمد من كم جاكتته وأسرعنا بالخروج هربا من أن يكتشفوا أننا سمعنا خطتهم فيتخلصوا منا.

وفى تلك الليلة التى لا أنساها صحونا فى منتصف الليل على صوت انفجار ضخم فأسرعت فى اليوم التالى للسفر إلى القاهرة، وكان هذا من حظى، ففى مساء اليوم الذى غادرت فيه لبنان تم إغلاق مطار لبنان، وبدأ ما يُعرف بالحرب الأهلية اللبنانية. فى ذلك الوقت كانت منظمة التحرير الفلسطينية بعد هزيمة العرب فى 67 قد اتخذت من لبنان قاعدة لشن هجماتها فى داخل إسرائيل، فى الوقت الذى هاجموا فيه طائرة إسرائيلية فى مطار أثينا، فردت إسرائيل بقصف مطار بيروت وتدمير 13 طائرة مدنية تملكها الشركة اللبنانية.

وتأزم الموقف فى لبنان بين الجيش اللبنانى والمقاومة الفلسطينية فتدخل جمال عبدالناصر لتنظيم الوجود الفلسطينى المسلح فى لبنان، ودعا أطراف النزاع إلى اجتماع فى القاهرة، مثّل ياسر عرفات فيه طرف المقاومة، وأميل البستانى الرئيس اللبنانى شارل حلو، وانتهت المفاوضات إلى توقيع ما عُرف باتفاق القاهرة يوم 3 نوفمبر 69 ويقضى بحق المقاومة فى إقامة قواعد عسكرية فى الجنوب اللبنانى وممارسة العمل السياسى فى المخيمات الفلسطينية الموجودة فى لبنان، وبذلك أعطى الاتفاق الشرعية لوجود المقاومة الفلسطينية وعملها فى لبنان وازداد الموقف اشتعالا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ من الحروب والاغتيالات والانفجارات 1 تاريخ من الحروب والاغتيالات والانفجارات 1



GMT 21:05 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

ترامب وزيلنسكى.. عودة منطق القوة الغاشمة!

GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt