توقيت القاهرة المحلي 22:33:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف ننمى الخيال السياسى؟ ( 1 - 2)

  مصر اليوم -

كيف ننمى الخيال السياسى  1  2

عمار علي حسن

مثل أى شىء وأى طاقة يمكن أن نعزز الخيال السياسى إن امتلكناه أصلاً. فابتداءً فإن «أسباب سلوكنا الذى يشمل نشاطاتنا العقلية مثل الإدراك يمكن أن نجدها بصورة نهائية فيما ورثناه من عوامل وفى تاريخنا البيئى، وفيما نقابله فى حياتنا من مصادفات تحدث فى البيئة المحيطة بنا». وإذا كان ما ورثناه قد حدث بالفعل، ولم يكن لنا يد فيه، فإن ما نكسبه يمكننا أن نغير فيه أو نعدل، وفق ما يمنحنا أقصى فائدة ممكنة، فتتحول «عوائد» البيئة أو المجتمع إلى إضافة تثرى ذهن الإنسان، وتوقظ مشاعره، وتلهب حسه، فينطلق خياله، ليوظفه فى مختلف مجالات الحياة، ومنها بالقطع السياسة وشئونها. والسؤال حول سبل تنمية الخيال السياسى يتطلب قبله الإجابة عن سؤال آخر هو: كيف نعزز التفكير الإبداعى؟ وهو تساؤل، كان ولا يزال، يؤرق العلماء فى مختلف المجالات، واحد منهم مايكل ميكالكو، الذى خصص كتاباً كاملاً ليطرح فيه الإجابة متنقلاً بين حقول معرفية شتى وتجارب لعلماء وأدباء وفنانين، ليصل فى النهاية إلى خريطة متكاملة أو استراتيجية للتفكير الإبداعى، يقسمها إلى جزأين، الأول هو «رؤية ما لا يراه الآخرون» من خلال معرفة كيف نرى؟ وإعطاء التفكير شكلاً مرئياً. والثانى هو «التفكير فيما لا يفكر فيه الآخرون» عبر التفكير بسلاسة وطلاقة، وصنع توليفات مبتكرة، ووصل ما ليس متصلاً، والنظر إلى الجانب الآخر، والنظر داخل العوامل الأخرى، والعثور على ما لا نبحث عنه، وإيقاظ روح التعاون. ويمكن تدريب الباحث على امتلاك قدرة تقنية معقولة على جمع المعلومات وتصنيفها وتحليلها واستخلاص النتائج، ويمكن كذلك استنهاض أو استثارة القدرة الكامنة لديه على التخيل والاستشراف. ومن واقع تجربته يحدد عالم الاجتماع ريتشارد ميلز عدة خطوات لهذا، صاغها هو بإسهاب وربما ببعض الغموض، لكن يمكن تجليتها وإعادة صياغتها بشكل أكثر سلاسة ودقة على النحو التالى: 1- إعادة ترتيب الملفات التى لا رابط بينها بأدق مستوى من الدقة والواقعية، بحيث تمتزج الأفكار التى كنا نظن للوهلة الأولى أن بينها افتراقاً أو خصاماً تاماً. 2- تجنب الوقوع فى فخ تعريفات المفاهيم والاصطلاحات التى تؤدى إلى ميوعة الفهم، ومن ثم تمييع الخيال، وهذا يتطلب استعمال القواميس والمعاجم والموسوعات والكتب المساعدة بحنكة ودقة فى البحث عن عمق المعانى، بحيث نصل إلى تحديد صارم وجلى للمشكلة التى نريد حلها أو الفكرة التى نسعى إلى تجليتها، ونصيغ هذا فى أقل كلمات دالة ومباشرة وذات طابع إجرائى. 3- يجب أن نعلم أن كثيراً من المفاهيم العامة التى نتوصل إليها قد تكون قد صيغت من قبل فى أنماط أو قوالب معينة، وبالتالى يكون وضع تصنيف جديد لها هو بداية تحقيق تطور مغاير ومثمر. ومن هنا فبدلاً من مطابقة ما توصلنا إليه مع ما استنتجناه أو وضعه غيرنا من قبل، يمكننا أن نبحث عن القواسم المشتركة بين ما لدينا وما تركه الآخرون، ونحدد ما تميزنا نحن به، وننقد ما طرحوه، دون الوقوع فى وهم يقينيّة الأشكال التوضيحية والرسوم البيانية والمعادلات الرياضية، لأنها فى الحقيقة ليست الوسيلة الوحيدة لتبيان العمل أو شرح الفكرة أو طرح الموضوع. 4- من الضرورى التفكير فى الأمور والأشياء والمعانى والأفكار والمواقف المضادة لتلك التى نتخذها أو نتبناها، فبضدّها تتميز الأشياء وتنجلى. فإذا كنا بصدد دراسة البؤس والتقتير علينا أن ننظر إلى الإسراف والتبذير، وإذا كنا ندرس اليأس والقنوط فعلينا أن ندرس الأمل والرجاء. فبهذا نصبح أكثر تحكماً فى المادة التى تحت أيدينا، وتوفر لنا رحلة الذهاب والعودة بين الأمر ونقيضه استنارة من دون شك. لكن هذا التقابل لا يترك للتخمين أو النظرة العابرة والعشوائية إنما يجب أن يتم وفق أدوات منهجية محددة، وقد يكون من المفيد أن نستخدم الإحصاء، أو ننظر أحياناً فى حالات مقارنة من خارج البيئة التى ندرسها. نقلا عن الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ننمى الخيال السياسى  1  2 كيف ننمى الخيال السياسى  1  2



GMT 22:18 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

فى 8 مايو 1250

GMT 22:17 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

المفاوضات؟!

GMT 22:16 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الفن الهابط

GMT 19:07 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الاستقطاب السياسي بالشرق الأوسط

GMT 19:06 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

حرب غزّة والمأزق الأميركي

GMT 19:03 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

إدارة «المستبد العادل»

GMT 19:02 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

أوان الورد

GMT 19:01 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اتفاق التهدئة على المحك

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 400 شخص إثر زلزال ضرب المناطق الحدودية بين إيران والعراق

GMT 07:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ سعيدة بنجاح مسلسل "ولاد تسعة"

GMT 22:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر بورصة لندن يغلق على ارتفاع طفيف الثلاثاء

GMT 07:43 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

فوائد الشليم

GMT 14:22 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب المصري يعتذر لسفير مصر في غانا محمد حيدر

GMT 11:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

كارمن سليمان تنشر فيديو عفوي تضع فيه المكياج

GMT 06:58 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يراوغ في مصر وأرقام الإصابات خير دليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon