توقيت القاهرة المحلي 03:18:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حماية القطاع العام

  مصر اليوم -

حماية القطاع العام

عمار علي حسن

ترنح «القطاع العام» تحت ضربات الفساد والإهمال واللامبالاة وثقافة التكايا، لكن نظام «مبارك» بدلاً من أن يفكر فى إصلاحه، ومحاربة الفاسدين، وجذب المجيدين الأكفاء إليه، ووضع خطة متكاملة للنهوض به، راح يتخلص منه تباعاً وفق سياسة «الخصخصة» أو «التكيّف الهيكلى» التى بدأت أوائل تسعينات القرن العشرين فى رضوخ تام لمطالب صندوق النقد الدولى وسياساته التى خلفت وراءها كوارث فى بلدان عديدة، لكننا لم نتعظ. واليوم وبعد ثورة طالبت بـ«العدالة الاجتماعية» و«الكرامة الإنسانية» ومشروع دستور جعل الدولة «ملزمة» بتقديم الخدمات التعليمية والصحية وتحقيق مستوى معيشى مناسب وكريم لجميع المصريين يصبح السؤال مُلحاً ومهماً: ما الدور الذى يجب أن يلعبه القطاع العام فى تحقيق هذا الهدف؟ هذا السؤال يؤرق مجموعة من الرجال الوطنيين الشرفاء، المنحازين إلى بسطاء الناس ومصالح الوطن العليا، فأطلقوا حركة شعبية لدعم القطاع العام وتطويره سموها «حماية»، تحاول أن تساعد فى معالجة كل الآثار السلبية التى ترتبت على «الانفتاح» الذى بدأه «السادات» عام 1974 وسماه الكاتب الكبير الراحل الأستاذ أحمد بهاء الدين «السداح مداح»، وكذلك سياسة الخصخصة التى قادت إلى تصفية القاعدة الصناعية المهمة التى بُنيت فى عهد جمال عبدالناصر. وقد حددت الحركة أهدافها فى: كشف ما يدور من فساد فى القطاع العام أمام الرأى العام والقضاء، والعمل على دفع نواب الشعب لتعديل التشريعات المعيبة التى تساعد على فتح أبواب الفساد وتحد من إمكانات الدولة لصالح الفاسدين، ودفع المساهمين من القطاع الخاص داخل مجالس إدارات شركات العام للمشاركة الفعالة فى الرقابة على أعمال هذه المجالس وحماية الشركات من أى انحراف، والعمل على تحسين أدائها، وأن تكون للدولة اليد العليا فى ملكية هذه الشركات، بحيث تحافظ على نسبة الـ51% على الأقل، ودعوة المواطنين للمساهمة بأموالهم فى تشغيل الشركات المتوقفة والمتعثرة وإعادة هيكلتها وتطوير معداتها، ومن ثم عودتها إلى الشركة مجدداً للسوق كشركات منتجة رابحة، وإعادة هيكلة الموازنة العامة للدولة لضم الهيئات الاقتصادية وقطاع الأعمال العام داخل الموازنة العامة للدولة لإعمال الرقابة البرلمانية، وتعديل المفهوم السائد فى البورصة التى تحولت إلى ما يشبه «صالة القمار»، بحيث تعود إلى مسارها الطبيعى الذى أنشئت من أجله، وهو طرح الأسهم للاكتتاب العام فى تأسيس الشركات الجديدة، التى تسعى الحركة إلى ضخ أموال مناسبة لإنشائها وتشجيعها بغية تعزيز النمو الاقتصادى وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين. إن هذه حركة اجتماعية مهمة ونبيلة، ليس فقط لأنها تنحاز إلى قضية العدل الاجتماعى وتعتزم محاربة الفساد الذى يعطل تقدّمنا إلى الأمام، لكن أيضاً لأنها تعمل على حماية مسار اقتصادى إن التفتنا إليه وعززناه سيحقق بمرور السنوات استقلال القرار الوطنى، الذى يرتبط بصيغ وثيقة وراسخة بالتنمية المستقلة وإنجاز الاكتفاء الذاتى، وهذا مطلب أساسى تتبناه الثورة، ويحتاجه الوطن بشدة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماية القطاع العام حماية القطاع العام



GMT 03:16 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مفجرة ثورة الطلبة

GMT 03:15 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

مجدى يعقوب.. الإنسان أولًا

GMT 03:12 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (10)

GMT 03:08 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

شعار حماية المدنيين

GMT 02:59 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

إياك والـ«شير»!

GMT 02:55 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

لعبة أميركية مفضلة

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 03:31 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة "الصحة العالمية" تحذر من تناول اللحم المقدد

GMT 00:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبد الحق يفوز برئاسة النصر وقائمته تكتسح الانتخابات

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يجب أن تستبدل هذه التجهيزات الأساسية في المطبخ

GMT 07:55 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الثلاثاء 7-9-2021 في مصر

GMT 09:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

وائل جسار يؤجل حفله في بغداد بسبب كورونا

GMT 14:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon