توقيت القاهرة المحلي 12:49:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى

  مصر اليوم -

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى

عمار علي حسن

هو أكبر تنظيم فى مصر، يملأ عيون العابرين والجالسين على المقاهى فى مساحة النور التى يلقيها النهار فى وجه الليل، ينفثون همومهم فى الأراجيل المتراصة، مسلات صغيرة للمصريين المعاصرين. تنظيم يأتى فى موعده، ولا يخلف أبدا وعدا، يتقاطر فى الشوارع الخلفية، كحبات المسبحة القديمة، ثم يتكور على نفسه، ليصنع حشده الخاص جدا، حول قدور معدنية ضخمة، يتصاعد البخار اللاهب من فوهاتها، التى تندس فيها يد معروقة قوية، تدور منتظمة كبندول الساعة، وسريعة كمحرك سيارة أجرة، لرجل جاء فى غبش الفجر ينتظر زبائنه الجوعى فى بقعة محشورة بين البنايات، تتلاصق فيها الأجساد التى تسعى إلى الرزق فى البكور. يتناثر الحشد، ويتجمع على طاولات قديمة، يرعى السوس فى سيقانها بهدوء عجيب، وتمتد الأيدى إلى «صحون» صغيرة من الألومنيوم الرخيص، ثم تلقى فى الأفواه ما يقيم الأود، ويعين على استمرار الأجساد المكدودة تتحرك فى فراغات لا تنتهى. معهم وقفت كثيرا، وكتبت ذات مرة على هامش من الجريدة المفرودة أمامى فوق الطاولة، قبل أن تحل اللقيمات فى فمى، وأنا أراقب رجلا نحيلا، ينتظر صحنه فى لهفة، ويكاد أن يمد يده فى صحون الجالسين بجانبه: «فى بطنه أحجار جافة حطب مسنون عويل وجنون يضربه يمينا ويسارا فتتساقط أنات الليل من خشب وحديد وبقايا صديد لتنام فى عرض شوارع لا تعرف أبدا أن الرجل الجالس جنبى يصرخ صمتا ليس مريضا وليس غريبا وليس شريدا لكنه فقط جائع». هذا هو «تنظيم 7 الصبح» الحقيقى فى بلدى، الذى ينساه الذين يجلسون فى كراسى السلطة الوثيرة وحلفاؤهم من رجال المال والأعمال الفاسدين والمخربين والمنافقين، وليس تنظيم فتيات الإخوان وطفلاتهم، اللاتى يلقى بهن قادة الجماعة فى وجه العاصفة، ويقفون عند لحظة حكم قضائى، أضنانا جميعا، ولا يبرحونها عند تعديل الحكم أو تخفيفه، فيفرحون كما فرحنا، لأنهم مصرون على المتاجرة بكل شىء، الدم والعرض، وحتى الوطن، وإلا ما كانوا انتظروا حتى يرفع شيخهم أردوغان يده بالأربعة كى يقلدوه كالببغاوات. وهذا ليس بمستغرب على أتباع «السمع والطاعة» الذين يريدون خطف لحظة 7 الصبح من أبطالها الحقيقيين كما خطفوا الثورة وكانوا يسعون إلى خطف الوطن كله. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى «تنظيم 7 الصبح» الحقيقى



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 09:15 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

سيدفع الثمن الأغنياء والفقراء على حد سواء

GMT 09:14 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«خليها تعفن»!!

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon