توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نجم» لن يسقط أبداً

  مصر اليوم -

«نجم» لن يسقط أبداً

عمار علي حسن

«انت يا واد يا اللى طالع من طين الأرض، يا مصرى أصلى، كل ما أشوفك على الشاشة أبوسها».. هذه العبارة العزيزة على نفسى، والتاج على رأسى، والقيد الذى يلزمنى ويحثنى دوماً على ألا أخذل من يرددها، لن أسمعها بعد اليوم، فقد رحل صاحبها، الذى أطلقت فينا أشعاره روح التحدى، وعلمتنا تجربته أن نعيش الحياة كما نريد، أحراراً كالنسور، وزاهدين كمتصوفة الزمن القديم، وألا نخاف من سلطان أو سجان أو قرصان، وأن نمشى على الأرض هوناً، قابضين على الحروف والجمر. رحل سفير الفقراء، عمنا الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، واروه الثرى، ودثروه بكلماته وشهقاته وزعقاته وآماله المجنحة، كومة عظم ونسيرات لحم طبخها الزمن على مهل، كانت تحمل بين طبقاتها النحيلة روحاً جسورة، ونفساً أبية، وتصنع رجلاً عاش كما يحلو له، غير عابئ برأى الناس فيه، فكل ما فوق التراب تراب. لم يكن «نجم» مجرد شاعر موهوب، بل كان تجربة، إنسانية ووطنية وفنية، وكان ظاهرة نضالية، وكان رمزاً لزمن، وعلامة على أجيال، كتب وغنّى رفيقه الشيخ إمام، فتراقص بين الضلوع الأمل، ورفرف العلم، وتعرى السلطان الجائر، ووجد الفقراء والحالمون لأنفسهم مكاناً بين زحام الكلام، وأناشيد محفورة فى الصدور. 84 عاماً كانت كافية لتضع اللمسات الأخيرة على حياة ميت سيعيش، وأوجاع قد آن لها أن تستريح، وقدمين نحيلتين جاء أوان قطافهما، لتتساقط المكابدات ذات اليمين وذات اليسار، فسبع مرات فى السجن وسبعين مرة على عتبات العوز، ولا مرة واحدة على باب الخوف، هكذا كان «نجم»، وسيظل فى ذاكرة كل من قرأوه أو سمعوا شعره يُغنَّى، أو أنصتوا إلى كلماته التى يطلقها من دون تهيب ولا تحسب، رصاصاً ومطراً، فيتساقط الأعداء محسورين، وينبت القمح والرياحين. فى ثورة 25 يناير رددنا كلماته فى الميدان، الذى ظل يحلم بامتلائه منذ السبعينات: «كل ما تهل البشاير من يناير كل عام يدخل النور الزنازن يطرد الخوف والظلام». وكلما ازداد القبح حولنا، وطفح الظلم، وتوحش الفاسدون المستبدون الناهبون الآكلون بلا شبع، فرموا بين أعيننا والوطن ستائر سوداء، استعدنا «نجم»، لنواصل حب مصر العظيمة من جديد: «كل عين تعشق حليوة وانتى حلوة فى كل عين». وصدحنا ورءوسنا تهتز فى فرح ومرح وامتنان وافتتان وإجلال وحب: «مصر يا أمّه يا بهية يا أم طرحة وجلابية الزمان شاب وانتى شابة هو رايح وانتى جاية». تتساقط كل يوم نجوم فى السماء، وتسقط أسمــاء فى الأرض. لكن هناك نجماً لن يسقط أبداً، اسمه الأول أحمد، فنحمد الله على كل حال، ونعزى أنفسنا فى رحيل هذا الرجل الكبير، فاللهم ارحمه واغفر له، وأنزله فسيح جناتك. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نجم» لن يسقط أبداً «نجم» لن يسقط أبداً



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 09:15 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

سيدفع الثمن الأغنياء والفقراء على حد سواء

GMT 09:14 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«خليها تعفن»!!

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon