توقيت القاهرة المحلي 05:15:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى معنى القيادة

  مصر اليوم -

فى معنى القيادة

عمار علي حسن

  توزعت أغلب الدراسات التى اهتمت بتناول موضوع «القيادة» على أربعة منظورات رصدها بشير الخضرا فى كتابه المهم «النمط النبوى الخليفى: فى القيادة السياسية العربية والديمقراطية»، أولها: المنظور النفسى الذى اعتمد على تجارب معملية، ونظر إلى القيادة بوصفها «وظيفة اجتماعية» أو «تخصصاً» يؤديه فرد داخل الجماعة. ومع إيمان الكثير من علماء النفس بأهمية الموقف فى تحديد «القيادة» رأوا أن يستبدل اصطلاح «قائد» بـ «الشخص المحورى» فى الجماعة، الذى لا يتكئ نجاحه على ملكاته الخاصة وقدراته الذاتية من قبيل اتساق الشخصية والنضج الوجدانى والذكاء وصفاء التحليل والعمل بتمكُّن تحت الضغط والهيبة فى نفوس من حوله، إنما على تحفيزه لإمكانات المحيطين به وتوحيدها فى اتجاه الهدف. والثانى هو المنظور الاجتماعى الذى ينظر إلى القيادة باعتبارها ممارسة النفوذ على الجماعة الإنسانية، صغرت عند حدود المؤسسة أو المنظمة أو كبرت لتصير الأمة بأسرها، وذلك بغية القيام بثلاث وظائف هى: تعيين أهداف الجماعة، وتأسيس الهياكل اللازمة لتحقيقها، والحفاظ على هذه الهياكل وتعزيزها وتجديدها حتى تستمر قادرة على تلبية الأهداف. ووفق هذا المنظور تكون القيادة عملية «مكتسبة» أكثر منها عملية «موروثة» ولهذا يمكن تعلمها والتدريب عليها فى مختلف المجالات. أما الثالث فهو سياسى، وينظر إلى القائد باعتباره الرجل الكبير الذى يجلس على رأس السلطة التنفيذية، ويستخدم ما لديه من صلاحيات فى إطلاق طاقات الجماعة، والنفخ فى أوصال أفرادها، من أجل التقدم والرقى، أو الدفاع عن الوطن، والانتصار لمصلحته العليا. وهناك اقترابات ومداخل عدة اتبعها أصحاب هذا المنظور منها: مدخل الرجل العظيم فى صناعة التاريخ سواء حرَّكته القدرة أو دفَعه الهدف أو من يمتلك طموحات ذاتية فائقة ويكون فى كل الأحوال شخصاً ملهماً لمن حوله يحوطه الحب وتجلله المهابة، ومدخل المسار الديمقراطى الذى يرى أن القيادات موزعة داخل الجماعة وتتدرج من الأصغر حتى تنتهى إلى القائد الأول الذى يقف فى قمة هرم النظام السياسى التعددى وتكون علاقته بالأتباع وهم الأغلبية العظمى من الشعب غير مباشرة، ومدخل الصفوة، الذى يؤمن بأن الحكم فى النهاية يؤول إلى قلة متماسكة متحكمة حتى فى المجتمعات الديمقراطية. والرابع تنظيمى، نشأ وترعرع فى أحضان علم الإدارة وانفتح على علوم أخرى مستفيداً من عطائها المتجدد، وهو ينشغل بمهارات القيادة وسبل تعزيزها فى مختلف التنظيمات أياً كان مجال عملها واهتمامها. وسلك هذا المنظور فى بدايته مسلكاً بيروقراطياً، فجعل من القائد الناجح هو الذى يراقب التطبيق الدقيق للوائح والقوانين، ويلتزم بها فى قراراته، ثم استفاد من علم النفس وعلم الاجتماع من زاوية اهتمام القائد الناجح بالروح المعنوية لمرءوسيه، والخروج من الدائرة المغلقة للعلاقات غير الرسمية بينهم. وتأثر هذا المنظور باقترابات القرار والاتصال والنظم، حيث يكون القائد الناجح هو من يمتلك مهارة اتخاذ القرار الرشيد فى سياق معقد ومركب، أو من يتمكن من التنسيق البارع بين مختلف الوحدات التى تشكل المنظومة، أو بين الاتصالات مهما كانت متضاربة أو متناقضة.    "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى القيادة فى معنى القيادة



GMT 21:14 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

فى قيمة الحرية!

GMT 21:13 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الطرق والكبارى!

GMT 21:12 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

ليس هذا وقت الخلاف

GMT 19:56 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

من (ترامب) إلى (الست) ممنوع الاقتراب والتصوير!!

GMT 19:54 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

مغامرة تهدد الاستقرار الإقليمي

GMT 19:52 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

«بنات البرشا» رفعن رأسي للسما

GMT 19:51 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

رغبة مصرية!

GMT 19:50 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

اعترافات ومراجعات (57).. اختطاف أكيلى لاورو

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

"رو رويال" روح ليون في قلب دبي بأشهى المذاقات

GMT 17:44 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

ألمانيا تسجل 814 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 15:35 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سر بكاء شام الذهبى ابنة أصالة نصري في إحدي حفلات والدتها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon