توقيت القاهرة المحلي 18:25:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لقاء مع السيسى (2)

  مصر اليوم -

لقاء مع السيسى 2

عمار علي حسن

وأتذكر جيداً أن لون الجنرالين السيسى والعصار قد امتُقع حين طالبتهما بتسليم الحكم للمدنيين، عبر تكوين مجلس رئاسى يضم ثلاثة من المدنيين واثنين من العسكريين، فلما أبديا رفضاً قاطعاً لهذه الفكرة، متذرعيْن بأن المجلس العسكرى سيخرج من السلطة فى 30 سبتمبر 2011 وفق ما ينص عليه الإعلان الدستورى، قلت لهما: إذن لا بد من «مجلس استشارى» له صلاحيات واضحة ومحددة، يشارك فى إدارة المرحلة الانتقالية، لأن «الجنرالات» بلا خبرة سياسية، والمسئولية جسيمة عليهم، لأنها حلت على رؤوسهم بغتة دون أن يكونوا مستعدين لها. وحذرت يومها من أن استمرار الإخفاق فى إدارة البلاد قد يجعلنا ننزلق إلى منحنى الخطر حين يوضع الجيش فى وجه الشعب، فقال لى قائد المخابرات الحربية: - أطمئنك، هذا اليوم لن يأتى أبداً. ثم صمت برهة، وقال: - القيمة المركزية عند القوات المسلحة هى «التماسك»، ونحن ندرك أن مثل هذه المواجهة ستدمر هذه القيمة، وهو ما لا يمكننا تصوره أو فعل ما يؤدى إليه أبداً. كان كلاماً لافتاً أنصتُّ إليه بإمعان، وتفهمت أبعاده، ثم وضحتْ معالمه أكثر، وبشكل لا يحتاج إلى أدنى جدل حين قال: - قوات الأمن كانت أضعافنا وانهزمت أمام الشعب، مع أنها مدربة على مواجهات الشوارع. وتنهد فى ألم، وواصل كلامه: - مبارك جعل قوات الأمن جيشاً موازياً لا ينقصه إلا الدبابات والطائرات. فقلت له: - كان يجهز هذا الجيش الموازى لحماية عملية التوريث، ولو كنتم أبديتم رفضاً قاطعاً لمجىء نجله جمال إلى سدة الحكم لواجهتكم قوات الأمن تلك. فهز رأسه موافقاً على الكلام، بينما واصلت أنا: - هذا معناه أن الثورة العظيمة أنقذت الجميع من هذا السيناريو الكارثى. فرد وقال: - الحمد لله. خرجت من اللقاء مع السيسى والعصار فى شهر يونيو 2011 بانطباع محدد هو أن الجنرالات يقدرون ما جرى بين 25 يناير و11 فبراير 2011 باعتباره مجرد انتفاضة أراحتهم من التوريث، الذى كانوا عاجزين عن وقفه، فرئيس المخابرات الحربية نفسه قال: - كنا نعتقد أن الشعب سينتفض حين يشرع مبارك فى توريث نجله، وكان مقدراً لهذا أن يتم فى مايو 2011، لكن الناس سبقتنا وخرجت إلى الشوارع فى يناير. وشعرت أن لديهم تصوراً محدداً يريدون أن يعيدوا صياغة مسارات الثورة وخطاها لتتوافق معه، وليس لديهم نية حقيقية للاستجابة لمطالب الشعب كاملة غير منقوصة، وقد تطابق هذا مع كل ما كنت أسمعه من بعض الشباب الذين التقوا الجنرالات على مرات متفرقة، فربتوا على أكتافهم، فخرجوا ليثرثروا بأحاديث مستفيضة تصب جميعها فى قول محدد، يمكن أن نصيغه جوازاً على ألسنة العسكر: «لقد صنعتم ثورة عظيمة، شكراً لكم، عودوا إلى منازلكم ونحن سندير كل شىء». ونكمل غداً إن شاء الله نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقاء مع السيسى 2 لقاء مع السيسى 2



GMT 18:25 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

وسادة المقاطعة

GMT 18:24 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

حملة المقاطعة

GMT 18:23 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

خطأ فى الحسابات

GMT 18:21 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

هل جدلتم السَّعَف.. بالأمس؟

GMT 18:20 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

ذبح محمد صلاح!!

GMT 18:19 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«دافوس» فى الرياض (١)

GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon