توقيت القاهرة المحلي 05:35:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيارات الإخوان (1-2)

  مصر اليوم -

خيارات الإخوان 12

عمار علي حسن

صنعت مصر «الإخوان المسلمين» سنة 1928 فصنعوا ظاهرة «الإسلام السياسى» فى العالم بأسره، إما انسلاخا منهم أو تأسيا بهم أو مضاهاة لهم أو امتدادا لجماعتهم التى جعلت مقصدها ما تسميه «أستاذية العالم» فساحت فى الأرض وراء هذا الحلم بعيد المنال. وبانكسار الإخوان بعد إزاحة حكمهم فى مصر، تتعرض فكرتهم للانطفاء، وتتساقط شعاراتهم الأخلاقية، ويتصدع تنظيمهم، ما يفتح بابا وسيعا أمام أسئلة منطقية عن مستقبل الإسلام السياسى برمته، لا سيما أن سقوط الإخوان فى مصر تبعه مظاهرات لأعضاء التنظيم فى بلدان شتى. لكن قبل الإجابة عن هذا السؤال علينا أن نجيب عن تساؤل مبدئى أو أولى هو: أى سيناريوهات مطروحة أمام الإخوان أنفسهم فى الوقت الحالى؟ بالقطع ليس الجواب سهلا مع استمرار حالة «الالتهاب العاطفى» للجماعة بعد إسقاطها عن الحكم، وظاهرة التصريحات المتضاربة التى تتوازى مع العودة شبه الكاملة إلى «العمل السرى». لكن يمكن أن نصل إلى تحديد هذه المسارات من خلال استقراء الطريقة التى يفكر بها الإخوان، والتى ندركها من قراءة تاريخهم، والسياق الراهن الذى يحيط بهم، والارتباطات والرهانات الدولية عليهم، والتى جعلت إدارة أوباما تستثمر فيهم الكثير، لتوظيفهم فى خدمة المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط. وبناء على هذا يمكن القول إن الإخوان بصدد السير فى واحد من هذه الدروب، أو التقاط واحد من هذه الخيارات: 1- خيار إلى الأمام: ويعنى مراجعة الأفكار والأدوار وإبداء الاعتذار عما اقترفته الجماعة فى حق الشعب المصرى من أخطاء أثناء وجودها فى الحكم. وبتقديم تصور جديد يؤلف بين الجماعة وبين فكرة «الوطنية» ويظهر إيمانها الجازم بالتعددية السياسية والفكرية وتداول السلطة، وقطعها بأن الديمقراطية لا تعنى فقط «صندوق انتخاب» إنما هذا مجرد إجراء من حزمة إجراءات يجب أن تواكبها قيم ونسق للحرية الشخصية والعامة والتسامح والانفتاح وتكافؤ للفرص واحترام حقوق الإنسان، وكذلك إعادة ترتيب صفوف الجماعة بما يقود إلى تنحية القادة المنحدرين من «التنظيم الخاص» الذى مارس العنف والإرهاب ويتقدم بالإصلاحيين على حساب المنتمين إلى أفكار سيد قطب التكفيرية. وبعد هذا يمكن للمجتمع أن يعيد بشكل طوعى دمج الإخوان، فكرا وتنظيما، ولن يبقى سوى وضع هذا التنظيم تحت سلطان الدولة، مراقبة ومحاسبة، وليس إبقاءه على صيغته الحالية، وكأنه دولة داخل الدولة. 2- خيار إلى الخلف: وهو الدخول فى مواجهة عنيفة ضد المجتمع ومؤسسات الدولة، وفى مطلعها القوات المسلحة، انتقاما من إسقاط سلطة الإخوان، ورغبة فى إفشال السلطة التى حلت محلهم، وإرهاق الدولة وإنهاك قواها، وإجبار أهل الحكم على تقديم تنازلات جذرية أو فارقة. وهذا الخيار يعنى ببساطة انتحار الإخوان، لأنه لا يمكن لتنظيم أن ينتصر على شعب، أو يهز أركان دولة راسخة مثل مصر، لديها تجربة فى التعامل مع الإرهاب، وسبق لها أن انتصرت عليه غير مرة. 3- خيار الثبات فى المكان: وبمقتضاه يدخل الإخوان فى تفاوض مع السلطة الجديدة، يعيدهم إلى الحياة العامة تحت طائلة المشروعية القانونية والشرعية السياسية، فيخوضون غمار الانتخابات البرلمانية والمحلية وربما الرئاسية، ويظهرون تسليمهم التام بما جرى، لكنهم يبطنون عكس ذلك من خلال تمويل وتحريك بعض التنظيمات التكفيرية التى تمارس الإرهاب لاستنزاف الدولة. ويتطلب الشق الأول من هذا الخيار الإبقاء على «حزب الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للإخوان، تحت طائلة الشرعية، أما إذا صدر حكم قضائى أو غيره بعزل الإخوان وحل حزبهم، مثلما يطالب البعض، فإن الجماعة ستعود إلى ما كانت عليه قبل قيام ثورة يناير. (نكمل غدا إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة " الوطن "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيارات الإخوان 12 خيارات الإخوان 12



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 01:43 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لمن سيصوت شباب أميركا في 2024؟

GMT 01:41 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«ساق البامبو» في سوق التحف

GMT 01:38 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

أرض نستردّها... وأرض نبكي عليها!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon