توقيت القاهرة المحلي 12:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طرق أخرى ضد الإرهاب (2 -5)

  مصر اليوم -

طرق أخرى ضد الإرهاب 2 5

عمار علي حسن

وإزاء الحقائق الست التى سبق ذكرها فى مقال الأمس، تتضاعف فى هذه الآونة ضرورة البحث عن سبل غير تقليدية وآليات مختلفة لمعالجة معضلة الإرهاب، خاصة فى الدول العربية والإسلامية وأيضاً على المستوى الدولى بحكم عالمية الظاهرة. ولا بد من دراسة تسعى إلى البحث عن هذه السبل، دونما إغفال لأهمية البعد الأمنى، أو المطالبة بإلغائه، ولكن العمل على ترشيده، لأن طغيان هذا البعد فى التعامل مع ظاهرة الإرهاب قاد حتى فى كبرى الديمقراطيات إلى تقليص مساحة الحريات المتاحة. ومن جانب آخر، لا يمكن الادعاء بأن هذه السبل غير التقليدية تنطلق من تشريح معمق لأسباب تنامى الإرهاب والتطرف الدينى، كما أنها لا تغفل الأسباب التقليدية لانتشاره، وإنما تسعى إلى وضع قواعد وآليات حديثة لمكافحة الظاهرة وتطوير الوسائل الموجودة الآن، خاصة ما يتعلق منها بالتحديث والإصلاح والدمقرطة، ومواجهة التخلف الاقتصادى والظلم الاجتماعى القائم فى بعض المجتمعات، إضافة إلى تعميق الحوار بين الأديان والحضارات. فى هذا السياق، هناك افتراضات عملية تجب دراستها من قبيل: 1- ثمة علاقة طردية بين غياب مظاهر التنمية السياسية والاقتصادية والبشرية فى دولة ما، وبين نزوع المجتمع فى هذه الدولة إلى التطرف الدينى واستخدام العنف. 2- إن استمرار العالم الإسلامى على ما هو عليه من خلافات مذهبية ودينية، وتعدد المرجعيات، وتغليب فكر المؤامرة لدى الشعوب الإسلامية يقود إلى انتشار موجات جديدة من العنف والتطرف. 3- اعتماد المجتمع الدولى على الحلول الأمنية لمواجهة الإرهاب، واتباع سياسات ظالمة تجاه قضايا العالم الإسلامى وتجاه الجاليات الإسلامية بالخارج يمثل عائقاً أمام مشروعات التطوير السياسى والفكرى فى العالم الإسلامى، وتقود إلى عدم انحسار مشكلة الإرهاب على المستوى الدولى. ولا شك أن البحث عن وسائل غير تقليدية لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف الدينى إنما تنبع من حقيقة هذا التشابك المعقد بين الفكرى والدينى، وبين السياسى والأمنى، كما تتداخل المستويات التى يتم عبرها السعى لمكافحة هذه الظاهرة بين المحلى (على مستوى الدولة الواحدة) وبين مستوى أعلى هو العالمين العربى، والإسلامى، ثم ترتقى للمستوى الأوسع، وهو العالمى. ورغم الإيمان بهذا القدر من التداخل والتعقيد لبحث الظاهرة ذاتها أو التطرق إلى تناول وسائل مستحدثة لمكافحتها، فإن تلك الدراسة تقوم على اعتماد ثلاثة محاور رئيسية يتم العمل من خلالها للوصول إلى صيغ ملائمة لمجابهة التطرف الدينى، وانحسار ظاهرة الإرهاب. وفى مقال الغد، سنطرح أول هذه المحاور، إن شاء الله تعالى. "نقلًا عن جريدة الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرق أخرى ضد الإرهاب 2 5 طرق أخرى ضد الإرهاب 2 5



GMT 06:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

يعقوب يكتب مذكراته

GMT 06:34 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

اعترافات ومراجعات (53).. مذكرات مجدي يعقوب

GMT 06:31 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الهدنة المؤقتة

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

عصام الشماع موهبة قهرها الزمن!!

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

ماذا يقرأ المتظاهرون؟!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حياة غالية وأخرى فالصو

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

البلدية جاية

GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon