توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غابة مسلحة

  مصر اليوم -

غابة مسلحة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ليس غريباً حديث المبعوث الدولى الخاص إلى سوريا ستيفان دى ميستورا عن اجتماعات عقدها ومعاونوه مع 120 من الفصائل المسلحة، أو حسب تعبيره (120 جهة سورية فاعلة). كان دى ميستورا يعبر عن تفاؤله لأنه استخلص من تواصله مع هذا العدد الكبير من الفصائل المسلحة أن (الجميع يريدون إنهاء الصراع).

والملاحظ أنه يتحدث عن فصائل معتدلة يجوز له ولمساعديه التواصل معها، ولا يشمل بطبيعة الحال المنظمات الإرهابية والمتطرفة التى تُعد بالعشرات، ولا تقتصر على تنظيم ـ داعش ـ وجبهة فتح الشام «جفش» التابعة لتنظيم «القاعدة» والتى كانت تُعرف باسم جبهة النصرة من قبل. فلكل من هذين التنظيمين الإرهابيين الرئيسيين علاقات وثيقة مع مجموعات ومنظمات صغيرة محلية فى بعض المناطق السورية، ويدخل بعضها فى تحالف معلن مع هذا أو ذاك منهما .

كما أن الفصائل التى تحدث عنها لا تشمل عشرات المنظمات والميليشيات الداعمة للنظام السورى، والتابعة لإيران. ولا يوجد إحصاء دقيق لهذه المنظمات، ولكن أدنى تقدير لها يذهب إلى أنها لا تقل عن الخمسين.

وأكثر من ذلك، لا يشمل الرقم الكبير الذى ذكره جميع الفصائل التى يوجد توافق دولى على أنها معتدلة. فقد تحدث عن الفصائل التى حدث تواصل مباشر معها، وأكدت رغبتها فى إنهاء الصراع والاتجاه إلى حل سياسى.

وهكذا تبدو سوريا اليوم أشبه بغابة مسلحة تعج بمئات الفصائل فى مشهد لا سابق له فى التاريخ. اقترنت كلمة «غابة» لدى معظم الناس فى العالم بالخطر الناتج عن وجود حيوانات مفترسة فيها. ولكن معظم الفصائل المسلحة فى سوريا أشد خطراً من أكثر الحيوانات افتراساً. وإذا كانت الغابة خطرة، فما بالك حين تكون غابة مسلحة.

وعلى الرغم من أن هذه ليست أول حرب داخلية ذات أبعاد إقليمية ودولية تتقاتل فيها فصائل مسلحة. فلم يحدث من قبل أن كان هناك مثل هذا العدد الهائل من الفصائل المسلحة فى حرب واحدة.

وتُعد غابة الفصائل هذه أهم العوامل التى تجعل الأزمة السورية هى الأكثر تعقيداً. ومن هنا أهمية إخضاعها لدراسة معمقة تبحث ديناميكية ظهور الفصيل المسلح وتطوره، وصعوده أو هبوطه، وانشقاقه أو تحالفه مع غيره، والعوامل المؤثرة فى التفاعلات التى تحدث بين الفصائل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غابة مسلحة غابة مسلحة



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon