توقيت القاهرة المحلي 11:57:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سِحرهم .. وسِحرُنا!

  مصر اليوم -

سِحرهم  وسِحرُنا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ليست مصادفة أن يزداد لجوء قطاعات فى مجتمعنا إلى محاولة حل مشاكلهم أوهام السحر. فقد ازدادت الإعلانات التى تبثها قنوات تليفزيونية

معظمها مجهولة لتسويق «سلع» يقال إن مفعولها سحرى فى بعض المجالات وخاصة العلاقات الجنسية، أو من خلال الدعاية لمن يُطلق عليهم شيوخ (وشيخات أيضا) يصنعون المعجزات فى العلاقات الأسرية والزوجية، ويقومون بعمل السحر، وكذلك فكه أو إزالة آثاره. ولكن الأخطر هو ازدياد من يُصدَّقون أوهاماً تُرَّوجها هذه الإعلانات، فيزداد الطلب على السلع حاملة الأوهام، والشيوخ صانعى المعجزات. ووصل الأمر إلى حد أن السحر بات تفسيراً للخسارة فى كرة القدم، وربما فى غيرها أيضاً. 

ورغم أن جهاز حماية المستهلك يبذل جهداً مشكوراً فى محاولة وضع حد لهذه الظاهرة، فالمهمة صعبة لأن التصدى لحالة ترتبط بضمور العقل فى المجتمع يتطلب معالجة أسبابها، وفى مقدمتها تهافت مستوى المعرفة فى المجتمع، وتقييد الإبداع الذى لا بديل عنه لرفع هذا المستوي. 

ونستدل على ذلك من أى مقارنة بين طريقة التعامل مع السحر عندنا، وفى بلاد أُزيلت فيها القيود على حرية الإبداع والتفكير والتعبير. فقد أصبح عالم السحر وما يقترن به من غموض وإثارة مصدراً للإبداع عندهم، وليس مظهراً للخرافة والتخلف العقلى كما هو الحال عندنا. 

قفزت هذه المقارنة إلى ذهنى عندما تابعت قبل أيام نبأ فوز مسرحية «هارى بوتر والطفل الملعون» بتسع من جوائز أوليفيية المسرحية فى بريطانيا. وتُعد هذه المسرحية امتداداً لسلسلة هارى بوتر العالمية الأكثر شهرة فى مجال قصص الأطفال التى يُقبل عليها الكبار أيضاً. فبعد أن كانت جى كى رولينج أعلنت نهاية هذه السلسلة قبل نحو ثمانى سنوات عقب إصدارها الكتاب السابع فيها عن هارى بوتر ومقدسات الموت Deathly Hollows، فاجأت العالم فى العام الماضى بالاشتراك مع جاك ثورن فى تقديم مسرحية، ثم إصدارها فى كتاب0 وتنقل هذه المسرحية عالم الخيال السحرى إلى مرحلة جديدة، الأمر الذى يؤكد أن قوة الخيال لا تنتهى حين يكون الإبداع حراً والابتكار طليقاً من القيود. 

فما أبعدها المسافة بين عالم يسبح فى بحور الخيال السحرى فيبدع أدباً وفناً وجمالاً، وآخر يغرق فى مستنقعات أوهام السحر ويُنتج مزيداً من التخلف واستغراقاً فى الخرافة.

المصدر : صحيفة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سِحرهم  وسِحرُنا سِحرهم  وسِحرُنا



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon