توقيت القاهرة المحلي 04:41:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر ليست دولة تابعة

  مصر اليوم -

مصر ليست دولة تابعة

بقلم : عماد الدين أديب

 علينا أن نصلى كل يوم صلاة شكر لله أننا لم نصل إلى حالة الدولة الفاشلة منزوعة السيادة مثلما وصلت إليها حالة دولة مركزية قوية -سابقاً- مثل سوريا.

وحتى لا يكون كلامى مرسلاً دون أى أسانيد تأملوا زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأخيرة إلى سوريا، وما حدث فيها.

قام «بوتين» بزيارة سوريا من خلال قاعدة «حميميم» العسكرية التى تعتبر مركز قيادة مركزية للعمليات العسكرية الروسية فى سوريا، ولم تهبط طائرته فى مطار دمشق الدولى، وكان أول من استقبله القائد العسكرى الروسى بملابسه العسكرية، ثم بعدها استقبله «الرئيس» السورى بشار الأسد الذى كان يعامل بروتوكولياً كضيف على القاعدة العسكرية، وليس «صاحب مكان».

وعند المغادرة للقاعدة التى استغرقت ساعات معدودة ظهر فى الشريط المصور أحد الضباط الروس وهو يطلب من بشار الأسد عدم مصاحبة الرئيس الروسى، وهو يودع قائد القاعدة.

كل ذلك يعطى رسائل وانطباعات بأن سوريا التى تعتبر واحدة من أقدم حضارات العالم أصبحت فى مفهوم «موسكو» محمية عسكرية تابعة للنفوذ العسكرى الروسى، وأن رئيسها ونظامها منقوص السيادة ما كان له أن يبقى أو يستمر فى ممارسة سلطاته لولا الجيش الروسى ولولا الصواريخ والقاذفات الروسية التى حاربت نيابة عنه الإرهاب التكفيرى بقيادة «داعش وجبهة النصرة».

فى الوقت ذاته، نرى «بوتين» يهبط فى مطار القاهرة الدولى، يزور قصر الاتحادية، وهو قصر الحكم، ويوقع اتفاقات ثنائية مع رئيس الدولة ويخاطب رئيسها بكل مفردات الندية السياسية المتعارَف عليها.

ويعرف «بوتين» وهو يزور مصر أنها دولة كاملة السيادة لا تعتمد فى غذائها وسلاحها على دولة واحدة، أو معسكر سياسى واحد.

ويعرف «بوتين» أن طائراته الروسية الصنع من طراز «ميج» و«سوخوى» تطير جنباً إلى جنب فى مصر مع طائرات أمريكية، وفرنسية، وصينية، وبرازيلية، ومصرية الصنع.

ويعرف «بوتين» أن مفاعل الضبعة النووى الذى تموله بلاده، ليس هو مصدر الطاقة الوحيد، بل هناك شركات ألمانية وأمريكية وفرنسية وإيطالية توفر لمصر أنواعاً متعددة من الطاقة الكهربائية، والشمسية، والمعتمدة على قوة الرياح.

مصر ليست أسيرة عسكرياً أو اقتصادياً أو تجارياً لدولة واحدة بعينها.

هذا التنوع الذى نجحنا فى إيجاده خلال السنوات الأخيرة من خلال إرادة سياسية مستقلة ووطنية، ومن خلال عمليات مفاوضات بارعة وشاقة هى التى جعلت مصر بالفعل نموذجاً للدولة الوطنية المستقلة مهما كان الثمن، ومهما كانت التكاليف.

ومهما كنا نعانى هذه الأيام، فإن هذه المعاناة الصعبة هى فاتورة ضرورية يجب أن تدفعها أى دولة تسعى لاحترام نفسها وشعبه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر ليست دولة تابعة مصر ليست دولة تابعة



GMT 02:22 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

ليست إبادة لكن ماذا؟

GMT 02:20 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

بهلوانيات المشهد السوداني!!

GMT 02:17 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

نهاية استغلال الديمقراطية

GMT 02:15 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

دستور الكويت ودستور تركيا... ومسألة التعديل

GMT 02:12 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

آثار نجران و«حِمَى الثقافية» بالسعودية
  مصر اليوم - أول تعليق من حماس على إعلان فلسطين دولة مستقلة

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن
  مصر اليوم - وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن

GMT 06:44 2024 السبت ,11 أيار / مايو

أفضل 10 وجهات سياحية دافئة للشتاء

GMT 02:42 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

جدول ترتيب الدوري الإيطالي عقب فوز ميلان على تورينو

GMT 23:03 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عائلة مشجع الزمالك تناشد مرتضى منصور لمساعدته

GMT 01:01 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اغسلي المفارش الهندي بالطريقة الصحيحة

GMT 21:30 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عاشور يؤدي جلسة في الجيم ومروان يواصل التأهيل في مران الأهلي

GMT 19:45 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

طائرة الأهلي تحقق الفوز ال83 على التوالي

GMT 14:15 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

هرتا برلين يُنهي تعاقده مع مدربه نهاية الموسم

GMT 23:57 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

تدشين مشروع لاكتشاف المواهب في الملاعب المصرية

GMT 09:23 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضير ماكرون فرنسي ملون
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon