توقيت القاهرة المحلي 02:42:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درس التاريخ: حاور أعداءك قبل حلفائك

  مصر اليوم -

درس التاريخ حاور أعداءك قبل حلفائك

بقلم :عماد الدين أديب

مبدأ «التفاوض» يعتبر وكأنه عار وعورة فى ثقافة المجتمعات والأنظمة العربية!

نحن أمة لا تؤمن بالحوار السلمى لفض النزاعات وتخفيف الصراعات وحل المشاكل المتراكمة من كل نوع.

وليس غريباً أن يكون المجتمع العربى أكثر مناطق العالم التى تعانى من خلافات حدودية وصراعات مناطقية، وحروب طائفية.

وليس غريباً أن تكون مصر واحدة من أكثر دول العالم التى ينطبق عليها حالة سوء استخدام حق التقاضى حيث بلغ عدد القضايا المنظورة أو التى تنتظر دورها أكثر من قدرة أى جهاز قضائى فى العالم على حسمها.

لقد توصل العالم عقب الحرب العالمية الثانية إلى ضرورة اتباع مبدأ الحوار والتفاوض السلمى طويل النفس وعدم اللجوء إلى استخدام القوة أو اللجوء إلى الحروب إلا حينما يتم استنفاد كل وسائل الحوار.

ويقع العقل السياسى العربى فى إشكالية كبرى حينما يعتقد أن الحوار والتفاوض يتم فقط مع الأصدقاء والحلفاء وأن اللجوء للتفاوض مع الخصوم أو الأعداء هو فعل شائن يحط من قدر أصحابه!

ومنذ سنوات طويلة قال كل من «مترنيخ» و«غاندى» و«تشرشل» و«ديجول»، إن كل الحروب تنتهى إلى مائدة تفاوض، وإن أفضل سياسى هو الذى يستطيع تجنب وصول الأزمة إلى مرحلة الحرب.

فى العراق، لو حاور صدام حسين الشيعة لما وصلنا إلى مرحلة الثأر التاريخى التى تعيشها العراق اليوم بين الشيعة والسنة.

وفى سوريا، لو تحاور الرئيس بشار الأسد عام 2012 مع المتظاهرين فى مدينة «درعا» وقام باحتواء مشاكلهم ومطالبهم لما فقدت سوريا 2 مليون قتيل و4 ملايين جريح و12 مليون لاجئ ونازح، وخسائر اقتصادية تتعدى 200 مليار دولار.

ولو استمع العقيد معمر القذافى إلى نصائح ابنه «سيف» وقام بإجراءات مصالحة وطنية شاملة لما تحولت ليبيا إلى حافة الحرب الأهلية التى تهددها بالتقسيم الفعلى.

القوى الكبرى فى العالم تدرك أهمية وضرورة التفاوض.

القوى الكبرى فاوضت إيران لمدة 3 سنوات بصبر واحتمال لا يطيقه بشر حتى توصلت إلى الاتفاق النووى معها بدلاً من اللجوء إلى الحرب.

ومنذ ساعات، جلس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمدة ساعتين ونصف الساعة فى هامبورج فى أول لقاء مباشر بينهما منذ أن تولى الرئاسة.

وتم اللقاء بين الزعيمين رغم أن واشنطن تقود منذ سنوات وما زالت فرض عقوبات تجارية واقتصادية مع روسيا بعدما استولت الأخيرة على شبه جزيرة القرم.

لم يعتبر بوتين أن اللقاء خيانة أو مهانة ولم يعتبر ترامب أن اللقاء تنازل.

فى هامبورج أيضاً تم الحديث عن إمكانية إيجاد حلول سياسية للجنون العسكرى الذى يعيشه نظام كوريا الشمالية.

ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على خلاف حاد لكن على اتصال مستمر.

واشنطن على خلاف أكبر مع دول حلف الأطلنطى حول ضرورة التزام الأعضاء بدفع حصصهم المالية، لكن القنوات واللقاءات مستمرة.

فى السياسة، لا يوجد طلاق كامل ولكن يوجد حوار فيه مد وجزر، وأخذ ورد، وتهدئة وتصعيد، لكن الهدف النهائى دائماً هو التفاوض بهدف التوصل لتسوية نهائية.

حاور خصومك وأعداءك قبل حلفائك لأن البديل هو كابوس مدمر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس التاريخ حاور أعداءك قبل حلفائك درس التاريخ حاور أعداءك قبل حلفائك



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon