توقيت القاهرة المحلي 09:55:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلام الفتنة

  مصر اليوم -

إعلام الفتنة

بقلم : عماد الدين أديب

جريمتان يمكن أن يرتكبهما إعلامنا؛ إما أن يصمت، أو يقوم بالسب والتحريض.

والإعلام هو مهنة احترافية، وعلم له قواعده التى تقوم على المصداقية والتجرد.

فى مهنة الإعلام، الخبر يتم عرضه كما هو دون زيادة أو نقصان ودون تلوين يقوم على التأييد أو المعارضة.

والرأى هو تعبير عن رؤى وأفكار صاحبه شريطة أن يلتزم بآداب الحوار وقواعد القانون التى تجرّم السب والقذف.

وأكبر جريمة هى تحويل الرأى إلى خبر، وتحويل الخبر إلى رأى.

وما زالت المدرسة البريطانية المحترمة التى أسسها رائد علم الصحافة «هارولد إيفانز» فى مجلده ذى الأجزاء الخمسة «فن التحرير والتصميم الصحفى» هى أكثر المدارس الصحفية شيوعاً لأنها تفصل تماماً بين عناصر الخبر وأهواء الرأى.

والإعلام المحترم هو الذى يفصل بين الشخص والموضوع فصلاً كاملاً، فالمحلل المحترم يفصل بين الواقعة وصاحبها ولا يحكم عليها من منظور حبه أو كرهه له، أو من جهة مصالحه الخاصة أو العامة.

وما يعيشه الإعلام العربى عامة والمصرى خاصة هو حالة مخيفة من الهيستيريا النفسية والعدمية العقلية والكلام المرسل والعنف اللفظى الذى يؤدى فى نهاية الأمر إلى عنف فى الشوارع يبدأ بإلقاء الحجارة وينتهى بتبادل إطلاق النار معلناً بداية حرب أهلية تحت سقف الوطن الواحد.

وأمس 14 يوليو احتفلت فرنسا، واحتفل معها العالم كله بعيد استقلالها الذى يوافق قيام الثورة الفرنسية الشهيرة التى غيّرت مسار أنظمة الحكم، وتعتبر ركيزة أساسية فى التاريخ السياسى لأوروبا والعالم.

وقامت الثورة الفرنسية على مزيج من دعاوى وأفكار فلاسفة ومفكرين وحركة غوغاء فى شوارع باريس وكبريات المدن الفرنسية تأثروا بقشور من الأفكار وفهموا أن «الحرية والإخاء والمساواة» تعنى إعدام العائلة المالكة ونصب المشانق لكل من كان فى العهد القديم، واستباحة الملكية الخاصة، وإسقاط الدولة وليس إسقاط النظام.

وظلت فرنسا تعانى عشرات السنين من هذا الفهم المغلوط حتى جاء نابليون ونصّب نفسه إمبراطوراً.

وكما جاء فى كلام السيد المسيح، عليه السلام: «فى البدء كان الكلمة»، وإن أى كلمة ينطق بها إعلامى هى أخطر من إطلاق قنبلة نووية.

وحينما سُئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عما يجب أن يفعله المسلم فى حال ظهور فتنة بين الناس قال: «فليلزم داره».

ومن هنا علينا أن نقول خيراً أو نصمت، ولا نكون وقود انقسام فى المجتمع؛ إما بنفاق السلطان أو مدح الأخطاء، أو التحريض على معارضة الحق والصواب.

اللهم نجنا من إعلام الفتنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام الفتنة إعلام الفتنة



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon