توقيت القاهرة المحلي 19:40:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام سلاح العالم القادم

  مصر اليوم -

الإعلام سلاح العالم القادم

مارجريت عازر


لقد تحمست للسفر إلى ألمانيا لأنى أعلم مدى التحديات التى تقابل الزيارة وخطورة اللوبى التركى الحمساوى فى ألمانيا، وأن سبب سفر بعض المصريين هو الدفاع عن قضيتهم ومساندة رئيس يعمل ليل نهار لتصحيح مفاهيم الغرب تجاه ثورة ٣٠ يونيو التى روجها الإعلام من خلال قناة الجزيرة التى تبث ليل نهار فى كل فنادق أوروبا باللغتين العربية والإنجليزية وتكاد أن تبث فى كل الفنادق دون أجر تقريباً. وحتى عندما ذهبت إلى اليابان من قبل لم أجد أى قناة عربية فى التليفزيون اليابانى إلا الجزيرة، هذه القناة التى تبث سموماً تجاه مصر ورئيسها. فهى تفبرك أحداثاً فى مصر لم تحدث مثل مظاهرات وآراء مغايرة للواقع المصرى. وهذا استوقفنى لأسأل «أين الإعلام المصرى أقدم أعلام عربى من بث قناة تستطيع أن تعبر عن الواقع المصرى وتصبح إحدى أدوات الدبلوماسية المصرية الناقلة للحقيقة والمعبرة عن إرادة الشعب المصرى الذى يرد على كل الافتراءات والأحداث الملفقة والكاذبة الموجهة لصالح أعداء الوطن أصحاب الأجندات الموجهة؟». وما سبّب لى حزناً شديداً هو النظرة السطحية التى تناولتها صفحات التواصل الاجتماعى وبعض الإعلاميين عن سفر بعض الفنانين وأخذوا يتشدقون عن الوفد المرافق للرئيس رغم أننى أعلم تماماً أن الرئيس لم يأخذ وفداً لا من الفنانين ولا من غيرهم بل ذهب الجميع متطوعاً على نفقته الخاصة لأهمية هذه الزيارة خاصة أن ألمانيا عصب الاقتصاد الأوروبى ولها أهمية كبرى بالنسبة لمصر، خاصة بعدما رأينا هذا فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ وما قدمته شركة سيمنز الألمانية من مشروعات للطاقة، وأكثر بلد فى الاتحاد الأوروبى يوجد به أكبر تجمع إخوانى ونحو ثمانية مليون تركى وحمساوى، وما أعلن من تصريحات على لسان رئيس البرلمان الألمانى. فكان علينا أن نثبت أن كل ما يتردد عن الوضع فى مصر غير حقيقى وأن الشعب المصرى يقف وراء رئيسه، وأن الرئيس المصرى يحظى بشعبية جارفة من المصريين المؤيدين لثورة ٣٠ يونيو وأنها ليست انقلاباً عسكرياً لكنها إرادة شعبية حقيقية. والغريب أننا دائماً نتشدق بالماضى وما فعلته القوى الناعمة فى الستينات وما فعله الفنانون المصريون بعد هزيمة ٦٧ وكيف كانت أم كلثوم وعبدالحليم سفراء لمصر فى الخارج، والآن لماذا تعلو نغمات عدائية عن الدبلوماسية الناعمة ومشاركة الفنانين؟ ألم يكن الفن المصرى فى يوم ما سفير مصر فى العالم؟ ألم يكن يوماً جزءاً كبيراً من اقتصاد مصر؟ لماذا إذن كل هذا الانتقاد ولماذا لم يركز الإعلام على الإيجابيات التى حدثت كالاتفاقيات التى تم التعاقد عليها. وكيف أن الدبلوماسية الشعبية استطاعت دخول البرلمان الألمانى الذى كان يرفض الزيارة وشرحت العديد من الأمور التى بها لبس مثال عدم وجود برلمان حتى الآن فى مصر وأن السبب هو احترام أحكام القضاء ولا دخل للحكومة فى هذا ولا يوجد تدخل من الرئيس فى هذا الشأن وأن هذا ناتج عن حكم المحكمة الدستورية العليا. وعندما تكلموا عن قانون التظاهر تم الرد بأننا ليس لدينا قانون لمنع التظاهر بل لدينا قانون لتنظيم حق التظاهر الموجود فى كل بلدان الدنيا لأن من له حق التظاهر وحق التعبير عن رأيه فالآخرون من حقهم ممارسة حياتهم الطبيعية ومن حق الدولة عدم تعطيل مؤسساتها من أجل فئة تتظاهر فلا بد من تحديد الأماكن والتوقيتات مثل كل دول العالم. وإذا كان بعض النقاط التى يجب أن تعدل فى هذا القانون مثل عقوبة الحبس التى مكانها قانون العقوبات فإن مجلس الشعب المقبل سوف يراجع كل هذا ويعدل أو يلغى ما يستحق التعديل أو الإلغاء. فلا بد من أن نشجع الجميع بدلاً من النقد غير البنّاء. مصر تحتاج الآن لجهود كل أبنائها وكل من يعمل شيئاً من وجهة نظره أن يفيد فأهلاً به ما دام ناتجاً عن حب لتراب الوطن الغالى.

والآن الأهم هو التفكير السريع فى عمل قناة موجهة إلى دول العالم لتوضيح قضايا مصر. ونحن نعلم أنها مكلفة لأننا سوف نضطر لتسويقها حتى لو مجاناً فى كل مكان خارج مصر للتصدى للهجمة الشرسة على مصر وهذا الدور لا يستطيع أحد عمله إلا الإعلام القومى (التليفزيون المصرى) لا بد أن يكون منارة الإعلام المستنير الذى يعبر عن مصر والمصريين، فالعالم الآن يستخدم الإعلام فى الجيل الرابع من الحروب لذلك يجب أن تكون لدينا أدواتنا من إعلام قوى لا يترك الرأى العام الخارجى يستقى معلوماته من إعلام موجه يبث ما يريده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام سلاح العالم القادم الإعلام سلاح العالم القادم



GMT 12:38 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

... وإبادة الحضارات

GMT 12:33 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

صبّوا علينا من ماء الديمقراطية... ولن نسقيكم!

GMT 02:10 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

GMT 02:05 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

ماذا بعد «نورة»؟

GMT 01:35 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

دولة لا غنى عنها

GMT 09:58 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

فينعِق!

GMT 19:22 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

أزياء "هيرميس" الشتوية للرجل العصري والجرئ

GMT 15:48 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

خالد لطيف يؤكد أن كوبر قادرًا على تحقيق طموحات الفراعنة

GMT 15:50 2021 الثلاثاء ,14 أيلول / سبتمبر

اتيكيت الكلام في مكان عام

GMT 09:50 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

فيورنتينا يفسد فرحة فيرونا في الدوري الإيطالي

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 01:47 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

"دورتموند" ينافس روما على مهاجم إشبيلية الإسباني

GMT 17:55 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

مصطفى الفقي يؤكد أن مكتبة الإسكندرية تعمل علي نشر الاستنارة

GMT 19:07 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

الفضة المشغولة يدويًا حرفة لا تموت في إيران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon