توقيت القاهرة المحلي 16:02:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتّش عن الموز "أبو نملة" !

  مصر اليوم -

فتّش عن الموز أبو نملة

حسن البطل

يُروى أن أحداً سأل الخليفة أبو بكر الصديق عن معنى الكلمة الثانية التي وردت في القرآن الكريم "وفاكهة وأبّا" فأجاب: "أي سماء تظلّلني، وأي أرض تقلني، إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم". يُقال، أيضاً، إن الخليفة عمر بن الخطاب سئل السؤال ذاته، فأجاب: أما "الفاكهة" فهي التي نعرف وتعرفون وأما "أبّا" فعلمها عند الله! حسب تفسير "موقع هدى القرآن" الإلكتروني، فإن الفاكهة مطلق الثمار، وقيل ماعدا العنب والرمّان. سألت صديقاً "حمساوياً" السؤال، فأعطاني تفسيراً مرجّحاً، وأضاف: الله أعلم. لا أعرف لماذا استثني العنب والرمّان من تعريف الفاكهة أنها "مطلق الثمار"؟ هل لأنها من فاكهة الجنّة كما يُقال "قطوفها دانية" مع أن الفاكهة، بما فيها العنب والرمّان، تتكاثر إما بفسيلة وإما ببذرة. ينصحك علماء الصحة بالإكثار من: الخضراوات (الورقية بالذات) ومن الفاكهة، وكذا من البقوليات. أينما يمّمت وجهك تجد اسم "جنة الفواكه والخضراوات" لمحلات ودكاكين الفواكه والخضراوات، وقسم كبير ويكبر منها نتيجة التأصيل والتدجين والاستنبات المبكّر في غير أوانها. تتدلّى قطوف "الموز" في بسطات ومحلات الخضراوات على مدار العام، وأخيراً صدر تحذير من بعض علماء النبات: وصلت ثمار "الموز" إلى أقصى طاقتها المناعية بعد التأصيل والتدجين والاستنبات، وهي مهدّدة بالانهيار، بدءاً من موطنها الأصلي والطبيعي في دول أميركا الوسطى "جمهوريات الموز".. وبعد سنوات سيصل هذا الانهيار إلى الشرق الأوسط! لن أسألك: منذ متى تناولت حبة بندورة بلدية أصلية، وهي الفاكهة المصنّفة نباتاً، وأكثر الفواكه ـ النباتات استهلاكاً في العالم (هي والذرة والبطاطا من محاصيل العالم الجديد). أحياناً، تفتش عن الموز الريحاوي "أبو نملة" وغالباً يغشّونك ويضحكون عليك، وليست كل قرون الموز الصغيرة هي "أبو نملة". سألت عن سبب انهيار الموز الوشيك، فقيل لي: لعلّ السبب أنه ثمرة لا بذرية يسهل إخصابها وتهجينها لزيادة غلّتها. يُقال إن الإسرائيليين من مهرة مزارعي العالم في التهجين، بما في ذلك تهجين نبتة الصبّار ـ الفاكهة وتلك نبتة الزينة. في عزّ الشتاء، وبعد شهرين أو ثلاثة، من انتهاء محصول البطيخ، وقبل أن تورق أشجار الدالية، تجدون في أسواقنا بطيخاً إسرائيلياً وعنباً إسرائيلياً مهجّناً بلا بذور.. وبالطبع، بلا طعم. يقول لسان الناس: كل شيء في موسمه حلو، وبما أن مواسم الفاكهة مختلفة من مكان جغرافي إلى آخر، فإنك تجد الفواكه في غير موسمها بسبب تقدم وسائل النقل؟ كنا في غوطة دمشق، ننتظر بطيخ أغوار الأردن في شهور الصيف، والأمهات والأخوات يجعلن بذوره تسالي ذات نكهة، لأنها تحمّص رطبة. الآن، عودة الروح للبطيخ الفلسطيني بعد انقراضه بالأمراض وشحّة المياه، وتأصيله على جذور نبات القرع والفقّوس، وهو كثير البذور. يقولون إن بذور الثمار قد تفوق الثمرة فائدة، ومن ثمّ لا بأس أن تهرس بأسنانك بعض حبّات الحامض، أو بذور العنب... إلخ! وأن تقزقز وتفصفص المكسّرات. بعد انهيار ألبانيا ـ أنور خوجا، وجد علماء "الفاو" كنزاً من البذور المؤصّلة جيلاً بعد جيل، ووضعوها في الخزائن، احتياطاً لانهيار محاصيل معينة نتيجة الاصطفاء الصناعي لا الطبيعي واللعب بالجينات المورثة لزيادة الغلة ومقاومة الأمراض. أذكر أن مواعيد الامتحانات في سورية كانت تصادف مواعيد استواء سنابل القمح الحوراني، قبل نضجها الكامل، واصفرارها وحصادها.. فريكة على السريع! قديماً كانت حقول سورية، وخاصة في الجولان، هي "إهراءات القمح" للإمبراطورية الرومانية، وحتى منتصف القرن الماضي كانت سورية تصدّر "القمح القاسي" الحوراني إلى بلاد المعكرونة (إيطاليا) عن طريق المبادلة: كل شوال "قمح قاسي" حوراني، جيد للمعجّنات والمعكرونة، مقابل ثلاثة شوالات من "القمح الطري" أو "الأميركاني" أو "الأسترالي" إلى أن سادت الأصناف الهجينة.. وقس على ذلك في محاصيل الرز والذرة، حيث نجحوا في إنتاج الأرز من أراضٍ نصف جافة، بما مكّن الهند والصين من إنتاج ما يكفي لمئات الملايين من المستهلكين. وفي المقابل، كانت بعض الثمار، مثل التفاح، ذات أنواع قليلة، لكن قيل لي إن الأمر وصل في أسواق بريطانيا إلى الخيار بين 120 نوعاً من التفاح. يبدو أن جيلي هو الأخير الذي تذوّق الثمار والخضار في مواسمها الطبيعية، وآخر جيل كانت الأمهات تعدّ رُبّ البندورة الأصلية، وتجفّفها تحت الشمس، وتجعلها مؤونة على مدار العام. أي "كلوا من طيّبات ما رزقناكم" ولو أنه يبقى شعار محلات الفواكه والخضراوات المهجّنة والمؤصّلة. "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتّش عن الموز أبو نملة فتّش عن الموز أبو نملة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon