توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة فى حالة سيولة!!

  مصر اليوم -

دولة فى حالة سيولة

محمود مسلم

لعل حادث العريش يُفيق أصحاب القرار قبل أن يكفر الناس بالدولة وقدراتها وتزداد النميمة حول تولى فلان المنصب أو استمراره فيه وتعود ريمة إلى عادتها القديمة. علامات استفهام حول تسرّب المتآمرين والمهملين والفاشلين إلى إدارة الدولة دون محاسبة أو مراجعة، والاستسلام إلى فكرة «ليس فى الإمكان أبدع مما كان»، وفى النهاية يدفع أبناء الوطن الثمن بسبب استهلاك الدولة فى قضايا تافهة وعبيطة، بينما المفترض أنها متأهبة ومستعدة لمواجهة الإرهاب والمؤامرات فى كل لحظة، وبالتالى ينتشر الإحباط وتسير السيولة بين أركان الدولة فى وقت تحتاج فيه إلى التلاحم والاصطفاف. ومن الأمور الغريبة التى يتساءل عنها الناس:

من يحمى المستشار هشام جنينة؟.. فلقد أصدر قراراً شفوياً (رغم أنه رجل قضاء سابق) بإيقاف أحمد السنديونى عضو الجهاز عن العمل، فاضطر الأخير إلى الإضراب عن الطعام بمقر الجهاز بكفر الشيخ فقطعوا عنه الكهرباء، ولم يسأل عنه رغم أن «السنديونى» لا يطلب سوى تحويل التحقيقات التى يُتهم فيها «جنينة» بأخونة الجهاز، إلى النيابة الإدارية.

«جنينة» ينخر فى جسد مؤسسات الدولة بمعارك وهمية لأسباب شخصية، فقد فتح النار على قيادات الداخلية بتسريب تقرير مفبرك إلى قناة «الجزيرة» الإخوانية، لمجرد عدم قبول نجل شقيقه فى كلية الشرطة، كما أنه أساء إلى نادى القضاة والنيابة العامة وبعض الهيئات القضائية الأخرى، دون سند أو دليل، والأغرب أن الدولة صامتة عنه، بل عاجزة، فلا تحقق فيما يقوله ويسربه، فإذا تحققوا من فساد رجال الداخلية وهيئات القضاء حاسبوهم وحاكموهم، وإذا وجدت الاتهامات بلا دليل، فنحاسب «جنينة» الذى وجه اتهامات لهيئة قضايا الدولة بأنها رفضت قبول ابنته بها، بعد تحريات الأمن الوطنى بأن والدها لديه ميول إخوانية، فيخرج المستشار أحمد عبدالصادق لينفى مزاعم رئيس جهاز المحاسبات، ويؤكد أن الهيئة رفضت ابنته لأنها قُبلت فى النيابة الإدارية، والأغرب أن الدولة ما زالت تتفرج، بحجة أن «جنينة» لا يجوز عزله، بينما الواقع يؤكد أنه تم عزل رئيس جامعة منتخب بسبب قربه من الإخوان وتنفيذه لأجندتهم أيضاً!!.

د. سيد عبدالخالق وزير التعليم العالى، قال خلال لقاء رئيس الوزراء مع الإعلاميين منذ أيام إن عدد الإخوان فى الجامعات ما بين 150 و250 طالباً فى كل جامعة، وإن عددهم يتقلص مع الوقت وإن الأمور تحت السيطرة، بينما الواقع يؤكد أن «عبدالخالق» يقول أى كلام، وما يقوله ليس له أساس من الصحة، وأن كل حواراته تعكس شخصية رجل أمن «حافظ مش فاهم»، وليس وزيراً للتعليم العالى، والأغرب أن وزير الداخلية قال فى اللقاء ذاته إن رجال شركة «فالكون» يهربون ويتركون الأجهزة، بمجرد أن الطلاب يقولون لهم «بخ»، فهل هذه حكومة مسئولة وواعية وتناسب اللحظة؟!!

د. عبدالحى عزب رئيس جامعة الأزهر، الذى لقبتُه بـ«الشاويش» فى مقال سابق، ذهب إلى شيخ الأزهر د. أحمد الطيب الذى عينه فى موقعه مع مجلس الجامعة، وأصدر بياناً أكد فيه أن رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات وطلابها يجدّدون الولاء للإمام الأكبر، معتزين بأزهرهم وقائدهم الكريم شيخ الأزهر الشريف، يقفون خلفه صفاً واحداً، يعملون بنصحه وتوجيهاته، حتى ينعم الأزهر وجامعته بالتقدّم والرقى والازدهار.

فهل هذا كلام يليق برئيس جامعة بعد ثورتين وفى هذه المرحلة؟ لقد أكد «عزب» بولائه وجهة نظرى فيه أنه «شاويش»، وبرر -دون أن يدرى- لماذا لم يحاسب مدير أمنه الإدارى على تقبيل يد مدير أمن القاهرة؟!

لا أعرف لماذا لم يقدّم يسرى حسان القيادى بحزب الوطن (أحد عملاء الإخوان) ومن على شاكلته، إلى المحاكمة، بعد نشره الأكاذيب وإهانته للجيش، بزعمه أن جنود العريش ماتوا فى ليبيا، أم أن الدولة تنتظر عليه، كما فعلت مع مجدى قرقر ومجدى حسين، حتى تزداد الإهانات ويكفر الناس بالدولة؟

مصر فى حرب وجود.. ولا أعتقد أن هناك دولة خاضت حرباً بمثل هذا الأداء من «الرخاوة» التى تمثل ثغرة فى جسد الوطن.. ثم تطالب الناس بإدراك المؤامرة والحرب، بينما الدولة بمعظم مؤسساتها ومسئوليها غير مدركين، وأعتقد أن الحادث رغم آلامه، فإنه يمثل فرصة للاستيقاظ وإقامة دولة جديدة ليس بها حالة سيولة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة فى حالة سيولة دولة فى حالة سيولة



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt