توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

برلمان حائر.. وحكومة مرتبكة!!

  مصر اليوم -

برلمان حائر وحكومة مرتبكة

محمود مسلم

وكأن السلطة فى مصر لا تعرف أن هناك برلماناً قد استكمل إجراءاته ويحتاج إلى اختيار 28 معيّناً ورئيساً والتوافق على تشكيل هيئات مكاتب اللجان، وإلى إصدار قرار ببدء الانعقاد وحل أزمة المادة 156 من الدستور التى تُلزم المجلس بمناقشة نحو 400 قانون صدرت فى عهدى «منصور» و«السيسى» خلال 15 يوماً.

البرلمان حائر، لا أحد يعرف متى سينعقد رغم مرور أكثر من 25 يوماً على اكتماله، وكأنه جاء ديكوراً لتجميل الصورة وليس ليتحمل مسئولياته أمام الشعب الذى انتخبه.. ولا يعرف النواب الآن ماذا يفعلون وهل يمارسون مهامهم بعد حصولهم على الكارنيهات أم ينتظرون أداء اليمين.. ومما لا شك فيه أن تأخر الانعقاد وعدم جاهزية السلطة جعلا كثيراً من النواب يطمعون فى مناصب باللجان لم يكونوا يحلمون بها يوماً، وهذا سيجعل انتخابات اللجان بل وهيئة مكتب المجلس، التى تضم الرئيس والوكيلين، هى المسمار الأول فى تفتيت البرلمان وشق صف تحالف 30 يونيو وبداية لصراعات كثيرة ستدفع ثمنها السلطة والشعب بالطبع.

السيطرة على النواب «وهمٌ» لا يفكر فيه إلا الساذجون، فكل الأحزاب على مدى تاريخ البرلمان لم تستطع تجنيد نوابها وجرت خروقات كثيرة بما فيها الحزب الوطنى.. وبالتالى فلا طريق إلا بالحوار مع النواب واحترام شعبيتهم، لأن الحكومة لن تستطيع تقديم خدمات، وكل نائب ذهب إلى البرلمان يعرف تماماً أنه جاء «بذراعه» ولم يساعده أحد، ولا يملك سوى الانصياع للناخبين الذين سيعود إليهم بعد 5 سنوات بمواقفه ليقيّموه.

لقد تأخر ائتلاف دعم مصر فى فتح حوار سياسى مع النواب وتعامل معهم كأنهم «موظفون»، للدرجة التى جعلت أقرب الأحزاب إليه «مستقبل وطن» يخرج، مما أدى إلى انهيار صورة الائتلاف وطمع المشتاقين والطامحين، لأن من يديرونه لا يفقهون أن الحوار السياسى مع النواب ضرورة، وأن البرلمان أثناء جلساته لن ينتظر تعليمات من الخارج، فكل الموضوعات ستكون على الهواء، والاختلاف وارد، والانشقاق مؤكد فى كل أمر يُعرَض على المجلس، خاصة أن عدداً كبيراً من النواب حديثو عهد بالبرلمان والسياسة، لكن أغلبهم مع الرئيس السيسى والدولة ومقتنعون بأهمية وجود هذا الائتلاف لإنقاذ برلمان يسيطر المستقلون على أغلبيته، ودفع دولة معرضة للمخاطر من كل جانب نحو التنمية.

إقالة أو استقالة اللواء خالد الصدر قبل انعقاد البرلمان دليل قديم على التخبط، وكأن القائمين اكتشفوا فجأة أنه لا يحمل شهادة ليسانس الحقوق، كما فوجئوا بأن لائحة البرلمان يجب تغييرها، وأن هناك انتخابات لهيئات مكاتب المجلس واللجان وغيرها من الأمور التى تكشف حالة ارتباك واضحة تعكس عدم خبرة فى إدارة مثل هذه الملفات، وتسمح للطامحين بفرض إرادتهم وتوفر مناخاً جيداً للانشقاق ولمعارك الهواء.

الحكومة ليست أفضل حالاً.. فرغم مرور 100 يوم على مقاعدها لم تبهر الشعب المصرى بعد، وهناك ملاحظات على أداء رئيسها أكثر من الإشادات، ولا أحد يعرف هل تحمل برنامجاً حقيقياً لنهضة البلد أم أنها تختبئ وراء شعبية الرئيس السيسى والمشكلات العاجلة وأهمية الاصطفاف والوحدة ومواجهة الأعداء فى الداخل والخارج، وحتى الآن لا أعتقد أن الحكومة جاهزة لمواجهة البرلمان. قد تكون أعدت برنامجاً نظرياً سيعرض على النواب، وسيقرونه حتى تستمر، لكن أتحدى أن تكون هناك رؤية واحدة اتفقت عليها الحكومة للتعامل مع النواب؛ بمعنى: هل سيوقع لهم الوزراء والمحافظون على طلبات الوظائف، هل سيحدد كل وزير أو محافظ -ومعظمهم يتعاملون مع برلمان للمرة الأولى- ميعاد اجتماع أسبوعى، أم سيلتقى النواب كلما ذهبوا إليه.. هل يتحكم النواب فى خطط الحكومة وخاصة فى الخدمات.. هل سيعقد ائتلاف دعم مصر حوارات مع الوزراء لاستيضاح الحقائق أم ستكون المواجهة فى البرلمان؟

أغلب الظن أن الحكومة لم تفكر أو تتفق على رؤية موحدة للتعامل مع النواب، وبالتالى ستترك كل وزير أو محافظ بها ومهارته مع النواب، فمنهم من سيقدم لهم «رشاوى»، خدمات وغيرها، لاستيعابهم، ومنهم من سيصطدم بهم وسنسمع عن نائب اعتصم فى مكتب الوزير أو المحافظ لأنه رفض مقابلته، وعن آخر ضرب وكيل وزارة رفض التوقيع على طلبه، وثالث قدم استجواباً ضد الوزير لأن الأخير رفض ترقية ابن أخته، وغيرها، بالإضافة إلى تكرار مشاهد تجمع النواب حول الوزراء تحت القبة للحصول على تأشيرات.. ويظهر نواب يفرضون إرادتهم على الحكومة والدولة نتيجة الارتباك والتأخير الدائم وعدم وضوح الرؤية فى التعامل مع البرلمان.. والخوف أن تعيد الحكومة بارتباكها أسوأ مشاهد البرلمانات السابقة، خاصة مع انقراض الوزراء المسيّسين، بمن فيهم المستشار مجدى العجاتى وزير شئون مجلس النواب، وبالتالى على الحكومة أن تحدد رؤيتها فى التعامل مع النواب والبرلمان حتى لا يتحول الأخير إلى مجلس محلى ويصبح الوزراء خُدّاماً للنواب بدلاً من أن يكونوا خداماً للشعب؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برلمان حائر وحكومة مرتبكة برلمان حائر وحكومة مرتبكة



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt