توقيت القاهرة المحلي 07:13:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ربما تصل من مهاتير!

  مصر اليوم -

ربما تصل من مهاتير

بقلم-سليمان جودة

لا يملك المرء إلا أن يرسل تحية إلى مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا، ليس على أنه صنع مكانة لبلاده على الخريطة بين الأمم، ولا على أنه رفض منذ وقت مبكر إغراءات الصندوق والبنك، وأدرك خطورة السير وراءهما.. فهذه تحية مفروغ منها.. ولكن التحية على المنطق المتماسك الذى اعتمد عليه، وهو يدير معركته الكلامية هذه الأيام، مع جوش فريندنبرج، وزير خارجية أستراليا!

فالأنباء كانت قد تناثرت عن رغبة لدى الحكومة الأسترالية، فى نقل سفارتها فى إسرائيل، من تل أبيب إلى القدس، جرياً ربما وراء الولايات المتحدة الأمريكية التى نقلت سفارتها ١٥ مايو الماضى!.. والقصة كانت قد بدأت الثلاثاء ١٦ أكتوبر عندما أعلن سكوت ماريسون، رئيس وزراء أستراليا، انفتاح بلاده على فكرة الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.. وهو كلام معناه أن الخطوة التالية ستكون نقل السفارة!

يومها ساد غضب واسع بين السفراء العرب لدى أستراليا، وأرسلوا خطاباً ساخطاً إلى الخارجية الأسترالية، وكان الخطاب يحمل توقيع ١٣ سفيراً عربياً!

ولكن يبدو أن خطاباً يحمل هذا العدد من التوقيعات لم يكن كافياً، فعاد فريندنبرج إلى إثارة القضية من جديد، متهماً رئيس الوزراء الماليزى بأن تاريخه يشهد بعدائه الممتد مع اليهود، وبأنه كان يصفهم دائماً بأنهم من أصحاب الأنوف المعقوفة!

ولكن رد مهاتير كان أقوى، لأنه راح يعيد تذكير الوزير الأسترالى بأن على الذين يقولون إنهم يقفون ضد الإرهاب فى العالم، أن يتعاملوا مع أسبابه، وأن ينتبهوا إلى أن إضافة سبب قوى لهذه الأسباب، لن تكون مسألة مفيدة فى كل الأحوال!

ويريد صاحب النهضة الماليزية الحديثة أن يقول، فى أبسط الكلمات، إن اندفاع أى دولة وراء واشنطن فى طريق الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، أو فى طريق نقل أى سفارة من تل أبيب إليها، سوف لا يزيد كل فلسطينى إلا شعوراً باليأس، وسوف لا يجعل كل عربى يحس إلا بالإحباط، ومن شأن هذا كله أن يدفع إلى التطرف فى الفكر، ثم إلى العنف فى السلوك فى كل اتجاه!

وهو كلام ليس إنشائياً، ولا يقال على سبيل استهلاك الوقت، لأن دراسات جادة جرت حول شباب ارتكبوا أعمال إرهاب فى أوروبا عموماً، وفى بلجيكا خصوصاً، أشارت إلى أنهم جاءوا من الشرق الأوسط، وأن اندفاعهم إلى ما ارتكبوه كان تحت وطأة الإحساس بأن الغرب، وبالذات الولايات المتحدة ودول كثيرة فى القارة الأوروبية، تستهين بالحق العربى فى قضية فلسطين!

ولكن أحداً فى العاصمة الأمريكية، وفى باقى عواصم أوروبا المنحازة إلى صف إسرائيل، لا يريد أن يتعظ ولا أن يأخذ الدرس.. لا أحد.. وربما تصل «الرسالة» من مهاتير إليهم هذه المرة!

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربما تصل من مهاتير ربما تصل من مهاتير



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 05:36 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم
  مصر اليوم - إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

عُطل في خدمات "أخبار غوغل" في أنحاء العالم
  مصر اليوم - عُطل في خدمات أخبار غوغل في أنحاء العالم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة

GMT 14:28 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تعرف على مواصفات أيباد برو المنتظر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon