توقيت القاهرة المحلي 09:17:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عزف على لحن صينى

  مصر اليوم -

عزف على لحن صينى

بقلم - سليمان جودة

تبدو زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج إلى الرياض، في ٧ من هذا الشهر، وكأنها رد على زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى جدة في ١٦ يوليو!.

وقتها، عقد بايدن قمة أمريكية سعودية، ومعها قمة أمريكية عربية، وعندما جاء الرئيس الصينى فإنه عقد ثلاث قمم، بدءًا بالقمة الصينية السعودية، ومرورًا بالقمة الصينية الخليجية، وانتهاءً بالقمة الصينية العربية!.

في شهر يوليو، كان الرئيس الأمريكى قد جاء وهو يقول إن بلاده قررت العودة إلى المنطقة، وإنها تصحح بعودتها خطأً كانت قد ارتكبته عندما انشغلت بجنوب شرق آسيا عن المنطقة، وإن واشنطن لن تترك الشرق الأوسط للروس ولا للصينيين.

ولكن لأن الصينيين أكثر حكمة، فالرئيس جين بينج بدا أكثر تحفظًا في الحديث عن زيارته، ولم يشأ أن يضعها في مقارنة مع الزيارة الأمريكية، وقد ظهر تحفظه السياسى واضحًا وهو يصف القمم الثلاث بأنها: أكبر وأهم نشاط دبلوماسى لبلاده مع العرب!.

وفى عبارته سوف تلاحظ أنه أولًا لم يصف النشاط الذي تابعناه في القمم الثلاث بأنه «اقتصادى» مثلًا، مع أنه كان كذلك لحمًا ودمًا، ولم يشأ ثانيًا أن يتحدث عن أنه نشاط «سياسى»، ولكنه فضل كلمة «دبلوماسى» في وصف الزيارة، بما يعنى أنه كان يختار كلماته وهو يتحدث.

لقد اختار أن يتكلم بهذه اللهجة، مع أن بلاده هي الاقتصاد الثانى في العالم بعد الولايات المتحدة، ومع أن حكومته تعمل على أن تنتقل باقتصادها إلى المرتبة الأولى.. ولكنها فيما يظهر أمامنا تحرص على ألّا يجرى استدراجها إلى ما يُعطلها عن بلوغ هذا الهدف، ولذلك، تكلم الرئيس شى بلهجة هادئة لا تستفز أحدًا، ولا تجعل طرفًا آخر يعوق حركته عن الذهاب إلى الهدف البعيد.

وهذه مدرسة صينية في السياسة فيما يبدو.. وكنا قد رأينا ملمحًا من ملامحها في الصيف، عندما بادرت نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة، بزيارة استفزازية إلى تايوان.. ففى ذلك الوقت وقف العالم على أطراف أقدامه لأن الزيارة كانت تستفز الصين علانيةً، وعلى مشهد من الدنيا، ولكن بكين ابتلعت زيارة بيلوسى، وهى لا تستسيغها، وتصرفت بما معناه أن موعد معركتها مع الخصم الأمريكى تحدده هي ولا يحدده الطرف الآخر!.. ولا تبتعد القمم الثلاث عن العزف المنفرد على هذا اللحن!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزف على لحن صينى عزف على لحن صينى



GMT 00:26 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«حماس» والأردن... والمراهقة السياسيّة!

GMT 00:26 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

يا وزيرة الثقافة!

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«الفيتو» الأمريكى؟!

GMT 19:39 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

غزة وتحديات ما بعد الحرب

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

العكس بالضبط

GMT 03:09 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل السلمون بالزبدة

GMT 23:17 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 01:33 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تعلن عن 100 ألف منحة دراسية تعادل الشهادات الجامعية

GMT 10:57 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

3 طرق سريعة لتسليك مواسير مطبخك

GMT 10:22 2020 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

قرار عاجل من محافظة القاهرة بسبب كورونا

GMT 02:06 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أب يغتصب طفلته لمدة 4 أعوام في البرازيل

GMT 00:28 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

تخلص من اسمرار البشرة بمكونات طبيعية

GMT 22:30 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

مؤشر الأسهم البريطانية يغلق على ارتفاع الاثنين

GMT 14:23 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

مصر تتسلح لـ"أمم أفريقيا" بـ23 لاعبًا بينهم 7 محترفين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon