توقيت القاهرة المحلي 06:57:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العكس بالضبط

  مصر اليوم -

العكس بالضبط

بقلم - سليمان جودة

يصل الأمر فى دنيا السياسة إلى حد أن يُقال كلام، ثم يكون القصد على العكس تمامًا مما يحمله الكلام من المعانى.

وهذا يحدث كثيرًا، ويتكرر تقريبًا كل يوم، وأقرب شىء يدل على ذلك هو ما قاله الرئيس الأمريكى جو بايدن، عندما وقّع يوم ٢٤ من هذا الشهر، قانون مساعدات الحلفاء، الذى مرره الكونجرس قبل التوقيع الرئاسى عليه بساعات.

مشروع القانون الذى مرّره الكونجرس خصص ٩٥ مليارًا لثلاث دول، هى إسرائيل وأوكرانيا وتايوان، وكان نصيب إسرائيل وحدها ٢٦ مليارًا.. وقد بقى المشروع شهورًا فى الكونجرس، وكان كلما جاء موعده فى العرض أو فى التمرير تأجل، وكان الرئيس الأوكرانى قد ذهب بنفسه فى زيارة إلى الولايات المتحدة لتحريكه، ولكنه لم ينجح فى مهمته وعاد بلا شىء فى يده.

فماذا بالضبط أدى إلى إخراج مشروع القانون من ثلاجة الكونجرس هذه المرة؟.. أغلب الظن أن الهجوم الذى قامت به إيران على إسرائيل فى ١٣ من الشهر هو الذى أدى إلى ذلك.. ولا يقلل من هذا أن يكون الهجوم قد فشل، فالأهم أنه أثار تعاطفًا مع إسرائيل، والأهم أيضًا أنه أحرج أعضاء الكونجرس، الذين كانوا يقفون فى طريق تمرير مشروع القانون، فخافوا أن يجدوا أنفسهم متهمين بالعداء لإسرائيل أو للسامية كما يُقال فى العادة.

وما إن وقّع بايدن عليه، حتى كان قد خرج إلى الإعلام ليقول إن يوم توقيعه على مشروع القرار هو يوم من أيام السلام العالمى، وإن حزمة المساعدات المقررة للدول الثلاث الحليفة ستجعل العالم أكثر أمنًا.

طبعًا هذا كذب فى كذب، لا لشىء، إلا لأن العالم سيصبح أشد التهابًا، وستزداد فيه الشرور عما كانت عليه قبل التوقيع.. فالمساعدات التى ستحصل عليها إسرائيل ستقتل بها الفلسطينيين، الذين سيردون على عنفها بعنف أوسع.. والمساعدات التى ستحصل عليها أوكرانيا ستحارب بها الروس، الذين سيزدادون توحشًا فى حربهم معها، وسيسقط المزيد من الضحايا على الجانبين، بدلًا من الإنصات إلى مبادرات السلام التى تطرحها روسيا وغير روسيا.. والمساعدات التى ستحصل عليها تايوان ستجعل الصينيين أشد استعدادًا لخوض صراع هناك، وقد سارعوا هم أنفسهم وأعلنوا ذلك بمجرد توقيع مشروع القانون.

خرج بايدن مبتسمًا يزف إلى العالم نبأ التوقيع، وكان وهو يفعل ذلك يعلم بينه وبين نفسه أن عكس ما يقوله بالضبط هو ما سوف نشهده ويشهده أهل الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العكس بالضبط العكس بالضبط



GMT 08:18 2024 السبت ,18 أيار / مايو

يا حسرة الآباء المؤسسين!!

GMT 00:12 2024 السبت ,18 أيار / مايو

دعوة للإصلاح أم للفوضى؟

GMT 00:12 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

قمّة المنامة!

GMT 00:12 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

عادل إمام ونصف قرن على عرش النجومية

GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon