توقيت القاهرة المحلي 03:20:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس حباً فى «خاشقجى»!

  مصر اليوم -

ليس حباً فى «خاشقجى»

بقلم - سليمان جودة

يضحك على نفسه كثيراً مَنْ يتصور أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حزينة على الصحفى السعودى جمال خاشقجى إلى هذا الحد، أو أنها مهتمة بمعرفة مصيره إلى هذه الدرجة.. إنها مهتمة بشىء آخر تماماً، وربما بأشياء، وليس «خاشقجى».. فى حقيقة الأمر.. من بين هذه الأشياء، ولا اختفاؤه على قائمة اهتماماتها، ولا بالطبع حقوقه ضمن أولوياتها!.

وما يُقال عن إدارة ترامب يُقال بالضبط عن دول فى الاتحاد الأوروبى، بدأت تتصرف منذ اللحظة الأولى التى جرى فيها الحديث عن اختفاء «خاشقجى» بالطريقة الأمريكية ذاتها، وكأنهم جميعاً.. الأمريكان والأوروبيون.. قد اجتمعوا دون اتفاق مُسبق على هدف واحد!.

ولذلك.. فلابد أن الحكومة فى الرياض تضرب كفاً بأخرى، وهى تتابع ما يحدث حولها وتحاول فهمه.. فالمؤكد أن واقعة اختفاء «خاشقجى» ليست المرة الأولى التى يختفى فيها مواطن فى دولة عربية، سواء كان صحفياً أو كان يعمل فى مهنة أخرى، ولن تكون المرة الأخيرة، ولكنها الأولى قطعاً التى تمثل فيها الواقعة على بعضها، من خلال ما يظهر منها أمام أعيننا، سبيلاً إلى تحقيق أهداف أخرى مع المملكة، مرة، وفرصة لتصفية حسابات قديمة معها، مرةً ثانية!.

وقد تذكرت وأنا أتابع قيام الدنيا على السعودية ما كان قد حدث وقت سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء فى أكتوبر 2015، فمنذ ذلك الوقت حتى هذه اللحظة، يتعامل إخواننا الروس، ومعهم الإنجليز على السواء، وكأن هذه هى المرة الأولى والأخيرة التى تسقط فيها طائرة تحمل سُياحاً فى العالم!.

وفى حالة كهذه يتأكد لك على الفور أن الهدف هو «توظيف» الحادث، سواء كان سقوط طائرة أو كان اختفاء مواطن.. الهدف هو توظيفه، وتسييسه، وهندسته على غير ما جرى تماماً!.

حدث هذا مع الطائرة قبل ثلاث سنوات، ويتكرر السيناريو ذاته مع «خاشقجى» هذه الأيام، وتبدو أطراف كثيرة فى المنطقة وفى خارجها وكأنها كانت فى انتظاره، وأكاد أقول إنها هى نفسها كانت وراءه.. والأيام على كل حال كفيلة بالكشف عن الكثير مما يبدو غائماً وغامضاً أمامنا!.

السعودية من جانبها قالت فى بدء إثارة القضية إنها ترفض لغة التهديد بفرض عقوبات، وممارسة ضغوط، تحت أى ظرف، وإنها إذا تلقت إجراءً من أى نوع، فسوف ترد بإجراء أقوى وأشد، وأنا من جانبى أدعو الحكومة فى المملكة إلى أن تكون هذه هى لهجتها إلى آخر المشوار، لأنهم فى واشنطن وعواصم أوروبا إذا كانوا أقوياء إلى هذا الحد، فلسنا بإمكاناتنا.. كعرب.. ضعفاء إلى هذه الدرجة!.. وعندما قالت الرياض فى مرحلة من مراحل الأزمة إنها تعرف حجم اقتصادها، وحجم تأثيره فى الاقتصاد العالمى، فلقد كانت تشير من بعيد إلى معنى ما أدعوها إليه!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس حباً فى «خاشقجى» ليس حباً فى «خاشقجى»



GMT 02:44 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

إصلاح السلطة الفلسطينية

GMT 02:43 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

عشرون عامًا من المعرفةِ والحرية!

GMT 02:39 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

ذهبية الأرخبيل

GMT 02:36 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

عن علي حرب وسياسات نقد الحقيقة

GMT 02:34 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفلسطينيون ومبادرات إصلاح حالهم

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 15:15 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف
  مصر اليوم - اللّون الأحمر يتصدر إطلالات المشاهير هذا الصيف

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود
  مصر اليوم - نصائح لتنظيف المنزل لعيد الأضحى بأقل مجهود

GMT 18:47 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

إيقاف محمود وادي مهاجم بيراميدز 8 مباريات وتغريمه 100 ألف جنيه

GMT 05:32 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الليبي يشيد باستقبال بيراميدز

GMT 03:56 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يسقط في فخ التعادل الثاني على التوالي أمام جنوى

GMT 09:11 2020 الثلاثاء ,22 أيلول / سبتمبر

رئيس الزمالك مرتضى منصور يعرض "عواد" للبيع.

GMT 23:46 2020 الإثنين ,10 آب / أغسطس

الكويت تسجّل 509 حالات من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon