توقيت القاهرة المحلي 14:38:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يقف وظهره للحائط

  مصر اليوم -

يقف وظهره للحائط

بقلم: سليمان جودة

ماذا تتوقع إسرائيل بعد عام ونصف العام من القتل، ومن النسف، ومن تكسير العظام، ومن هدم البيوت فى قطاع غزة؟

إن مقتل اثنين من العاملين فى سفارتها فى واشنطون بإطلاق نار عليهما أمام المتحف اليهودى يظل من نوع النتيجة التى أدت إليها المقدمات.. والمقدمات لم تكن سوى ما عاش العالم يتابعه فى القطاع منذ السابع من أكتوبر فى السنة قبل الماضية. هذه مقدمات لابد أن تؤدى إلى نتائجها كما يقول أهل المنطق.

وإذا كانت حكومة التطرف فى تل أبيب قد ظنت أن النتيجة ستكون مختلفة عما جرى للموظفين الاثنين فى العاصمة الأمريكية فهى تخدع نفسها، وتخادع الإسرائيليين أنفسهم، وتتصور أن فى مقدورها أن تضحك على العالم. ومن قبل، كنت قد أشرت إلى أن إسرائيل التى ورثت التوحش عن النازى الألمانى، راحت تورثه هو نفسه للفلسطينيين فى قطاع غزة، وفى الضفة الغربية، وفى كل أرض فلسطينية محتلة.. راحت تورثه وهى تدرى أو لا تدرى.. ولكن المهم أنها تورثه.

المفارقة أنه لا ذنب للفلسطينيين فى التوحش الذى مارسه الألمان فى حق اليهود أيام هتلر.. لا ذنب مُطلقاً لأى فلسطينى أو عربى فيما جرى وقتها.. وكان الأجدى بالإسرائيليين ألا يمارسوا مع سواهم ما واجههوه من النازى، وبالذات إذا كان سواهم هؤلاء لا شأن لهم مطلقاً بما كان هتلر قد أقدم عليه فى حق يهود أوروبا وألمانيا.

والحقيقة أن عدم ممارسة ذلك كان وارداً فى غير وجود نتنياهو فى إسرائيل، لأنه يبدو وكأن السماء أرسلته عقاباً للإسرائيليين قبل أن يكون عقاباً للفلسطينيين فى أرضهم.. وهل هناك عقاب أقسى من أن يقول جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلية، إن العالم فى غالبيته أصبح يتعامل مع بلاده وكأنها دولة جرباء؟

يقف نتنياهو اليوم بينما ظهره إلى الحائط، لأنه يرى الأوروبيين الذين غضوا الطرف عن توحشه فى بداية الحرب ينتفضون فى وجهه دون مقدمات، ويرى اثنين من أعضاء سفارته فى أمريكا يسقطان صريعين، وبغير أن تستطيع الولايات المتحدة بجلالة قدرها أن تنقذهما أو أن تقدم لهما شيئاً.

يقف وهو يعرف أن المقتلة التى مارسها ثم واصلها فى القطاع لا مثيل لها ولا نظير بين محتل وبين أصحاب أرض.. ولكن المعضلة سوف تظل فى توريث العنف والتوحش.. إننى لا أدعو إلى عنف ولا أُقر عنفاً فى أى أرض.. ولكن هناك دائماً مقدمات، وهناك نتائج تترتب عليها بحكم طبائع الأشياء، وإلا، فإن نواميس الكون تختل أو تبدو مختلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يقف وظهره للحائط يقف وظهره للحائط



GMT 10:05 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

شفافية في المعلومات والأرقام يا حكومة

GMT 10:04 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

معلقات اليمن

GMT 10:03 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

العصا الرقمية... والهشّ على الغنم

GMT 10:02 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

في عشق السلاح...

GMT 10:01 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا المتحدة... وليبيا المُنقسِمة

GMT 09:59 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

في ذكرى استقلال ليبيا... ماذا أبقيتم للأجيال المقبلة؟

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

قوات الاستقرار في غزة

GMT 09:57 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم... أفراح القلوب المكسورة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 09:44 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:27 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العذراء الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:48 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:52 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:49 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 05:22 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

محمد جنيدي يشيد بالموافقة على قانون الإفلاس

GMT 17:17 2025 الخميس ,25 أيلول / سبتمبر

سيد رجب يتعرض للسرقة والنصب فى مسلسل لينك

GMT 07:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt