توقيت القاهرة المحلي 19:03:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلب مُطوّر عقارى!

  مصر اليوم -

قلب مُطوّر عقارى

بقلم : سليمان جودة

ليست المرة الأولى التى يعتدى فيها شرطى أمريكى أبيض على مواطن أسود فى عرض الطريق، فتقوم الدنيا ولا تقعد وتنطلق الاحتجاجات فى المكان!

ولكنها المرة الأولى التى تصل فيها الاحتجاجات التى بدأت الاثنين الماضى إلى هذا الحد الزمانى والمكانى معاً.. فلقد استمرت أسبوعاً حتى لحظة كتابة هذه السطور، وربما تستمر أكثر فى الزمان وفى المكان، فتكون هى الأوسع على المستويين فى الولايات المتحدة الأمريكية!

وكانت البداية عندما استوقف الشرطى مواطناً صار اسمه شهيراً من كثرة ترديده فى وسائل الإعلام.. المواطن اسمه جورج لويد.. والمشكلة ليست فى اسمه ولكنها فى لونه.. والمعنى أنه لو كان مواطناً أبيض البشرة ما كانت هذه العواقب كلها قد وقعت!

وتفاصيل القصة تقول إن الشرطى ديريك شوفين قد أوقع لويد أرضاً، ثم داس على رقبته بقدمه حتى مات اختناقاً!!.. والطريقة نفسها كفيلة بإثارة الدنيا كلها، وكفيلة بأن يتعدى أثرها حدود مدينة مينيابوليس التابعة لولاية مينيسوتا التى وقع فيها الحادث!

والعواقب التى تجاوزت التظاهر إلى الحرق والنهب، لم تتوقف عند حدود المدينة ولا حتى الولاية، ولكنها تجاوزتهما إلى مدن وولايات أمريكية أخرى، ثم تجاوزت المدن والولايات إلى مدن فى كندا المجاورة على الحدود فى الشمال، وكذلك وصلت إلى أوروبا على الشاطئ الشرقى من المحيط الأطلنطى، فخرجت مظاهرات كندية أوروبية ترفض ما جرى وتطلب توقيع عقاب لا يسمح بتكراره!

وعندما تصل التداعيات إلى كندا مرة، ثم إلى أوروبا مرةً ثانية، فمعنى ذلك أن الواقعة قد اكتسبت البُعد الإنسانى، وأنها حركت المشاعر لدى كثيرين حول العالم لا يعرفون جورج لويد، ولا سبق أن التقى به أحدهم فى أى طريق.. ولكنها المشاعر الإنسانية التى توحّد بين الناس فى مثل هذه الحالات، وتقفز فوق حواجز اللون، واللغة، والجنسية، وكل حاجز من أى نوع!

واللافت أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لم يمس هذه النقطة، وهو يحاول تطويق الحريق الذى أشعله الحادث المأساوى ولايزال يشعله داخل أمريكا وخارجها.. لم يمس هذه الزاوية فى الموضوع رغم أنها الزاوية الأهم فيه.. وكأن الرئيس رجل بلا قلب!

وإذا شئنا الدقة قلنا إن ترامب له قلب طبعاً، ولكنه «قلب مُطوّر عقارى» من الجائز جداً ألا يعرف مثل هذه الأمور، ولا يستوعبها، ولا يفهم فيها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلب مُطوّر عقارى قلب مُطوّر عقارى



GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 07:45 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

GMT 07:42 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

متى يفيق بايدن؟!

GMT 07:39 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

ممنوعات فكرية

GMT 21:32 2022 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق في سرقة قطع أثرية من متحف كلية آثار جامعة سوهاج

GMT 12:25 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بيرسي تاو ينتظم في تدريبات الأهلي الجماعية بشكل كامل

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

تعرّفي على أهمية الـ"فنغ شوي" في غرفة المعيشة

GMT 11:16 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الثقافة تنظم فعاليات وأنشطة فنية بأبو سمبل وكوم أمبو

GMT 15:31 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

سيميوني يشيد بلاعبي أتلتيكو رغم الخروج من دوري الأبطال

GMT 00:14 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طارق العشري مديرا فنيا لنادي وادي دجلة

GMT 15:59 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اغتيال البراءة 27 طفلاً ضمن ضحايا مسجد الروضة في بئر العبد

GMT 05:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيجي حديد تسرق الأنظار في عرض أزياء المصمم جيامباتيستا فالي

GMT 09:10 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

WHITEHALL تقدّم مجموعة من الأقراط الماسية بمناسبة الأعياد

GMT 00:02 2023 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جاريث بيل يعلن رسميا مشاركته فى بطولة كاليفورنيا للجولف

GMT 18:17 2022 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شرم الشيخ التي لم نعرفها من قبل

GMT 09:29 2021 السبت ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن علاقة الاضطرابات النفسية بتغيرات المناخ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon