توقيت القاهرة المحلي 15:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جائزة.. وقضية

  مصر اليوم -

جائزة وقضية

بقلم - سليمان جودة

أطلق المركز المسيحى الإسلامى للتفاهم والشراكة جائزة سنوية باسم الدكتور على السمان فى الحوار والتعاون بين الأديان.. وقال المطران منير حنا، مدير المركز، إن إطلاق الجائزة إحياء للقيم التى عاش الدكتور السمان يدعو إليها فى مجال حوار الأديان بالذات.

والحقيقة أن الرجل الذى رحل قبل ٧ سنوات قد انشغل فى الفترة الأخيرة من حياته بهذه القضية أكثر مما انشغل بأى قضية سواها، وكان لا يتوقف عن مدها بأسباب الحياة، وكان يسعده للغاية أن يلتقى أتباع الديانات السماوية على ما هو مشترك بينها، وأن يقفزوا فوق ما هو موضع خلاف أو محل اختلاف.. والحقيقة أن ما هو مشترك كثير ويكفى ليلتقوا عليه.

وقد عاش يعمل وأمام عينيه الآية الكريمة التى تقول: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ».. بل عاش يواصل العمل وشعاره الذى لا يغيب عنه، تلك الآية التى تقول: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ».

وإذا كان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد وقّع وثيقة الأخوة الإنسانية فى أبوظبى يوم ٤ فبراير ٢٠١٩، وإذا كان بابا الڤاتيكان فرنسيس الأول قد جاء يوقّعها معه، فإن مشهد التوقيع الذى تابعه العالم فى حينه، كان فى جانب منه حصيلة عمل طويل قام به الدكتور السمان.

كان كذلك لأن الرجل سعى منذ وقت مبكر إلى توقيع اتفاقية بين الأزهر والڤاتيكان ونجح فى ذلك عام ١٩٩٨، ثم سعى بإخلاص على مستوى آخر فنجح فى توقيع اتفاقية أخرى بين الأزهر والكنيسة الأسقفية فى ٣٠ يناير ٢٠٠٢، وهو اليوم الذى اختاره المركز المسيحى الإسلامى ليجرى فيه توزيع الجائزة بدءًا من السنة المقبلة.

بدأ الدكتور السمان سعيه فى هذا السبيل مع الإمام الأكبر الراحل جاد الحق على جاد الحق، ثم من بعده مع الدكتور محمد سيد طنطاوى.. وقد شاء الله أن ياتى الإمام الطيب ليواصل الخطوات التى قطعها الحوار من قبل، وأن يضع توقيعه على الوثيقة فى العاصمة الإماراتية هو والبابا يدًا بيد، وأن يظل يسعى فى هذا الطريق بكل ما له من مكانة ومن مصداقية.

كان على السمان تلميذًا فى مدرسة ابتدائية فى طنطا، وكان زملاؤه وأصدقاؤه فيها كلهم تقريبًا من الأقباط، وكان قد عاش سنوات طويلة من عُمره فى باريس، التى تشتهر بأنها عاصمة النور، وما بين طنطا وباريس ترسخت فى أعماقه قيم التسامح والعيش المشترك، ولم يجد مناسبة لنقل هذه القيم إلى الآخرين إلا وسارع إلى ذلك بعزيمة وإصرار، ولأنه كان مخلصًا فى سعيه، فإن الله قد سخّر له من بعده مَنْ يواصلون العمل ويستكملون المسيرة.. فالعالم لا يبدو فى حاجة إلى شىء، بينما أوضاعه تتفجر بالنار فى كل مكان، قدر حاجته إلى أن يجعل قيمة الحوار غالبة على ما عداها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائزة وقضية جائزة وقضية



GMT 13:12 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

حديث الأمير الشامل المتفائل

GMT 00:50 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

مرةً أخرى حول موسوعة تأهيل المتطرفين

GMT 08:18 2024 السبت ,18 أيار / مايو

يا حسرة الآباء المؤسسين!!

GMT 00:12 2024 السبت ,18 أيار / مايو

دعوة للإصلاح أم للفوضى؟

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 04:38 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

زيلينسكي يوجه "رسالة" إلى إسرائيل بشأن حرب غزة
  مصر اليوم - زيلينسكي يوجه رسالة إلى إسرائيل بشأن حرب غزة

GMT 00:52 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

سلمى أبو ضيف تشارك في مهرجان بالم سبرينج الدولي
  مصر اليوم - سلمى أبو ضيف تشارك في مهرجان بالم سبرينج الدولي

GMT 14:56 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

"إكس" تسمح بالمحتوى الإباحي على منصتها رسميًا
  مصر اليوم - إكس تسمح بالمحتوى الإباحي على منصتها رسميًا

GMT 22:59 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

انهيارات ثلجية تودي بحياة 4 أشخاص في النمسا

GMT 13:29 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من مدير مدرسة حدائق شبرا الإعدادية بنات

GMT 03:52 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

تعرف على موقع شراء تذاكر كأس العالم للأندية في قطر

GMT 07:46 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

توقعات برج الميزان لعام 2021 مع جومانة وهبي

GMT 18:38 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

مختار مختار يضع خطة إنقاذ ميركاتو الشتاء في الإنتاج

GMT 20:44 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

خبير يطالب بتوفير فطر "الترفاس" المتواجد في صحراء مطروح

GMT 05:49 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 22:56 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

بوفون أفضل حارس في التاريخ بشهادة أساطير العالم

GMT 16:13 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

معوض الخولي يؤكد أن جامعة المنصورة تضع خطة لتوعية المجتمع

GMT 20:17 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تركي آل الشيخ لن يعود إلى السعودية حاليا

GMT 00:22 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon