توقيت القاهرة المحلي 11:31:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«عامر» يغادر.. ما السبب؟!

  مصر اليوم -

«عامر» يغادر ما السبب

بقلم - سليمان جودة

محافظ البنك المركزى لا بد أن يكون دبلوماسيًّا فى كلامه بالضرورة!.. وعندما كان ألان جرينسبان محافظًا لمجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، الذى يماثل البنك المركزى عندنا، كان يُقال عنه إنه إذا عطس فإن الأسواق فى العالم تصاب بالزكام!.

وأمس الأول، تقدم طارق عامر باعتذار عن عدم استمراره محافظًا، وقال إنه يعتذر لإتاحة الفرصة أمام آخرين من أجل استكمال مسيرة التنمية الناجحة.. وهذه العبارة غاية فى الدبلوماسية!.

هى عبارة دبلوماسية جدًّا لأنها تقول كل شىء ولا تقول شيئًا محددًا فى ذات الوقت، ومن بين ما يمكن استنتاجه من معناها أن «عامر» لأسباب لم يذكرها غير قادر على استكمال مسيرة التنمية التى بدأها من موقعه يوم جاء محافظًا فى ٢٠١٥!.. فما هى هذه الأسباب؟!.

الأسباب يمكن تخمينها من خلال شيئين اثنين، أولهما العبارة التى ذكرها الرجل وهو يعتذر، والثانى يتعلق بوظيفة المحافظ فى موقعه.. وهذه الوظيفة ليس سرًّا أنها تبدأ وتنتهى عند وضع وتنفيذ سياسة نقدية تضمن استقرار العُملة الوطنية فى أقل القليل!.

ولكن السياسة النقدية التى يضعها وينفذها البنك المركزى باستقلالية لا تعمل فى فراغ، وإنما ترتبط من حيث قدرتها على تحقيق هدفها بسياسة أخرى موازية اسمها السياسة المالية تضعها وتنفذها الحكومة.. وعلى أساس السياسة المالية يتحدد شكل ومضمون الإنفاق العام!.

أما أساس نجاح السياسة المالية، فإنه يظل مرهونًا بقدرة الحكومة على ضبط إنفاقها العام، ولا ينضبط الإنفاق العام إلا بسياسة مالية رشيدة، وإلا بطريقة تتحرى أن يكون إنفاق كل جنيه فى مكانه الصحيح، وإلا بوضع برنامج عمل يضمن أن يكون الإنتاج هو أساس الاقتصاد فى البلد، ثم يكون هو الأرضية التى يقف فوقها الاقتصاد عند المقارنة بينه وبين الاقتصادات المنافسة!.

وفى العادة، فإن من بين مهام محافظ «المركزى» أن يظل ينبه الحكومة إذا ما لاحظ أن سياستها المالية لا تمشى فى الطريق الذى يتعين أن تمشى فيه.. وبالطبع، فالحكومة قد تستجيب لملاحظات المحافظ وقد لا تستجيب لأنه لا يملك إرغامها على شىء لا تريده، ولكنه فقط ينبه ويلفت الانتباه.. وإذا لم تستقبل الحكومة ملاحظاته بصدر اقتصادى رحب، فإنه يواجه مشكلة فى تحقيق ما يسعى إليه على مستوى السياسة النقدية.. والغالب أن هذا فى مقدمة الأسباب التى جعلت «عامر» يغادر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عامر» يغادر ما السبب «عامر» يغادر ما السبب



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon