بقلم-سليمان جودة
ذكرت صحيفة الأهرام، فى صدر صفحتها الأولى صباح أمس الأول، أن قوائم الانتظار فى قسم أورام مستشفيات جامعة المنصورة، تصل إلى عام كامل!.. وهذا معناه أن المريض يمكن جداً أن يموت، وهو واقف ينتظر علاجه فى الطابور!
وهذا المعنى بالضبط هو مضمون الرسالة التى جاءتنى من الدكتور إبراهيم فوزى، وزير الصناعة الأسبق.. فالرجل قرأ فى التقرير الذى صدر عن مستشفى ٥٧ أن حجم التبرعات فى خزينته تجاوز المليار جنيه فى عام واحد، وأن حملة الدعاية التى جلبت هذا المبلغ تكلفت ١٣٦ مليوناً!
وليس لديه اعتراض على مبلغ التبرعات، ولا على مبلغ الدعاية، ولكن اعتراضه هو على أن يكون المليار، وما فوق المليار لمستشفى ٥٧ وحده.. بينما الأطفال فى مستشفى أبوالريش المجاور يموتون على الرصيف.. وبينما المرضى فى معهد الأورام يجلسون فى انتظار أن تسمح الإمكانيات، فيموتون فى الكثير من الأحيان.. وبينما هذا هو أيضاً حال مرضى قسم أورام المنصورة الجامعى.. وربما مستشفى الدمرداش الجامعى التابع لجامعة عين شمس يواجه نفس الحالة!
اقتراح الدكتور فوزى فى رسالته أن تكون حملة الإعلان والدعاية منذ الغد، مشتركة بين مستشفى ٥٧ ومستشفى أبوالريش، والمعهد القومى للأورام، ومستشفى الدمرداش.. فهذه المستشفيات الثلاثة تعانى عجزاً مؤلماً فى القدرة على تقديم خدمة علاجية لمرضاها.. ومستشفى أبوالريش بالذات من بينها يعالج الأطفال شأنه شأن ٥٧ بالضبط!.. وفى الحالتين، فإن المرضى أطفال مصريون، وبالتالى فتقديم العلاج لأطفال ٥٧، وحرمان أطفال أبوالريش منه، مسألة غير إنسانية بالمرة، وتخلو، فى تقدير صاحب الرسالة، من أى ضمير!
ولو قرأ الدكتور فوزى جريدة الأهرام الصادرة أمس الأول، قبل رسالته لى، لكان قد أضاف قسم أورام جامعة المنصورة إلى المستشفيات الثلاثة التى يراها أحق بأن تتشارك مع ٥٧ فى حملة الدعاية، وفى حصيلة التبرعات، فجميعها مستشفيات غير تابعة لوزارة الصحة، وجميعها تعانى من عدم وجود موارد، وجميعها يقصدها المريض وعنده أمل، فيقف على بابها عاماً كاملاً كما هو الحال فى المنصورة!
إن المتبرع يعطى لمستشفى ٥٧ لأنه يجد حملة الدعاية الخاصة بها أمامه فى كل مكان، والمؤكد أن المتبرع نفسه سيعطى جزءاً من تبرعه لمستشفى أبوالريش، أو معهد الأورام، أو الدمرداش، أو مستشفى المنصورة، لو صادف أسماءها فى الحملة الإعلانية إلى جوار اسم ٥٧ سواء ً بسواء.. فالمتبرعون أحرار فى توجيه تبرعاتهم إلى حيث يشاءون، ولكن المهم أن نتيح أمامهم فرصة الاختيار!
ويبلغ حماس الدكتور فوزى لاقتراحه، إلى حد أنه يعتبر التردد فى الأخذ به تعبيراً عن نوايا غير خالصة، لدى الذين عليهم أن يسارعوا بتبنى الاقتراح !.. وأعتقد أنه حماس فى مكانه!.. هذا عن مستقبل ٥٧.. أما ما مضى فلقد تكفل به مقال الكاتب الكبير وحيد حامد فى هذه الجريدة صباح الجمعة الماضى.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع