توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه المرة.. هناك فرق

  مصر اليوم -

هذه المرة هناك فرق

بقلم: مكرم محمد أحمد

لا أعتقد أن الهجوم الغادر على أتوبيس الأقباط المصريين العائدين من زيارة دير الأنبا صمويل كان يضع ضمن أهدافه الوقيعة بين أقباط مصر ومُسلميها، لأن الجناة المجرمين باتوا على يقين من أن هذا الهدف أصبح مستحيل التحقيق، وأن العلاقات بين أقباط مصر ومُسلميها جاوزت أن تكون علاقات بين شقين من الشعب المصرى يقتسمان حقوق المواطنة المصرية، وأصبحت علاقات أخوة وطنية، ويُشكلان عائلة مصرية واحدة، وهذا بالضبط ما عاناة البابا تواضروس وهو يؤكد أن الجريمة الغادرة استهدفت مصر كلها، وهو أيضا ما عناه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر عندما أعلن أن المصاب مصاب الأسرة المصرية كلها، لأن العلاقات بين أقباط مصر ومُسلميها تستعصى الآن على أى محاولات تستهدف تخريبها، بعد أن تيقن الجميع عبر تجارب مرة عديدة أنها نسيج وطنى واحد يستعصى على التفرقة..، شكرا للأزهر الشريف وشكرا للكنيسة القبطية الوطنية، وشكرا لسماحة ورجاحة العقل المصرى الذى يرفض التطرف والغلو والتعصب، ويؤمن إيمانا عميقا بأن الدين لله والوطن للجميع، وأن عناق الهلال مع الصليب الذى عشنا صورته الكبرى فى ساحة الأزهر الشريف إبان ثورة 1919 التى جمعت مصر كلها على قلب رجل واحد، سوف يبقى أبدا يصون وحدة مصر الوطنية. ومن المؤكد أيضا أن الهدف الأول للجناة من ارتكاب جريمتهم هو اختطاف عناوين الصحف الغربية فى مناسبة افتتاح منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ والتشهير الكاذب بهشاشة استقرار مصر، وإفساد فرحة المصريين بانعقاد المؤتمر فى هذه المدينة الجميلة التى سوف تعود بإذن الله قريبا لتصبح كما كانت أهم مقاصد العالم السياحية وأجملها. وحسنا وألف براوة على المصريين الذين واصلوا احتفالاتهم فى شرم الشيخ وكأن شيئا لم يحدث، ورُب ضارة نافعة لأن شباب العالم الذى تجمع فى شرم الشيخ فى مدينة آمنة رأى بعينه كيف يندحر وينتحر الإرهاب فى مصر الآن، ويذهب بعيدا إلى أقصى الجنوب فى مكان جد مُنعزل، ليسمع العالم صوته الواهن من دير الأنبا صمويل على مسافة أكثر من 500 كيلو متر من شرم الشيخ لمجرد أن يثبت أنه لا يزال موجودا، لكنه وجود كالعدم، وجود شاذ وتافه وجبان، وجود حان واقترب موعد اقتلاعه. وما يعرفه المصريون على وجه اليقين، أن جريمة دير الأنبا صمويل هى نوع من ردود الأفعال البائسة واليائسة ردا على الهزائم التى تلاحق جماعات الارهاب فى مصر على المستوى الميداني، حيث تم تدمير البنية الأساسية لجماعات الإرهاب فى سيناء وإخلاؤها من أوكار ومخازن وملاجيء وملاذات وكهوف وسط الجبال، كما جرى تصفية أكثر من 90% من كوادره القتالية فى داخل سيناء وخارجها آخرهم زعيمهم هشام عشماوى المطلوب الأول فى مصر، الذى ضبطه الجيش الوطنى الليبى فى مدينة درنة المنيعة التى كانت تسيطر عليها جماعة الإخوان، وسقطت أخيرا بعد أن حاصرها الجيش الوطنى الليبى لعدة أشهر قبل أن يتمكن من اقتحامها قبل أسابيع محدودة ليجد هشام عشماوى بين فلول المحاصرين، كما نجح المصريون فى قطع معظم خطوط إمدادات هذه الجماعات التى كانت تأتى بحرا عبر ساحل المتوسط الشمالى أو تأتى عن طريق الظهير الصحراوى من خلال حدود مصر البرية غربا، والأخطر من هزيمة الإرهاب الميدانية هزيمته الفكرية تحت ضغوط قوة مصر الناعمة وفى مقدمتها الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الوطنية، وكتائب المثقفين والكتاب والفنانين والمسرحيين الذين نجحوا فى فضح أفكار الارهاب وكشف أوجه تناقضها وإفلاسها، كما استطاعوا اجتثاث جذوره الشعبية ليصبح مكروها معزولا. ومن المؤكد اخيرا أن النُصب التذكارى الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شرم الشيخ لضحايا الإرهاب فى حضور شباب العالم وبينهم ضحايا عديدون لداعش، أبرزهم الفتاة العراقية اليزيدية التى مارسوا معها صورا من العدوان الوحشى باعتبارها واحدة من سبايا داعش، جعلتها تكرس نفسها حربا على هذه الجماعات، تطوف العالم تفضح جرائمهم القذرة، وهاهو النصب التذكارى رمزا لهزيمة الإرهاب الذى سوف ينكسر على صخرة الإرادة المصرية، لأنه لم يحدث فى تاريخ الأمم أن خرجت تظاهرة إنسانية قوامها 30 مليون مصرى تطالب باجتثاث الإرهاب كما حدث فى مصر يوم 30يونيو، وقد علمنا التاريخ أن الشعب إذا أراد شيئا فلابد أن يستجيب القدر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه المرة هناك فرق هذه المرة هناك فرق



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon