توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خريطة جديدة للقرن الإفريقى

  مصر اليوم -

خريطة جديدة للقرن الإفريقى

بقلم-مكرم محمد أحمد

يبدو أن منطقة القرن الإفريقى التى تضُم الصومال وإثيوبيا وإريتريا التى تُشكل أحد المداخل الإستراتيجية المهمة للبحر الأحمر تدخل الآن مرحلة استقرار جديدة، تنهى عقدين كاملين من الحروب والصراعات التى استنزفت دول المنطقة، وبوصول رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد آبى أحمد إلى العاصمة الإريترية أسمرة أمس الأول فى رحلة تاريخية التقى فيها الرئيس الإريترى أسياسىأفورقى كسرت حاجز العداء بين البلدين، وأنهت صراعاً دامياً راح ضحيته عشرات الآلاف رغم روابط التاريخ والدم والثقافة، يدخل القرن الإفريقى مرحلة سلام واستقرار يمكن أن تؤثر إيجاباً على كل المنطقة، وقد لقى رئيس الوزراء الإثيوبى حفاوة بالغة فى أسمرة حيث اصطف الإريتريون على طول شوارع العاصمة، يرفعون شعارات السلام هو التقدم، وجميعنا يُحب السلام، والسلام هو الصحة والتعليم والتقدم، وفى المساء أعلن الرئيسان آبى أحمد وأسياسى أفورقى عزمهما على تطبيع العلاقات، وتبادل التمثيل الدبلوماسى، واستعادة خطوط الطيران والسماح بالاتصالات التليفونية المباشرة بين البلدين، كما سمحت إريتريا لإثيوبيا باستخدام موانيها على البحر الأحمر، كما كان الأمر قديماً قبل 30 عاماً، عندما كانت إريتريا مجرد محافظة من محافظات إثيوبيا قبل أن تنفصل فى دولة مستقلة، وفى الكلمات التى تبادلها الرئيسان فى حفل عشاء قال رئيس الوزراء الإثيوبى إن خروج الإريتريين إلى الشوارع للترحيب بالزيارة يؤكد أن الحب بين الشعبين أقوى من الصواريخ والدبابات وأكثر الأسلحة تقدماً، بينما قال الرئيس الإريترى إن الإريتريين أخذوا فرصة للتعبير عن حبهم للإثيوبيين، وأن القرار الشجاع الذى أخذه رئيس الوزراء الإثيوبى بإعادة المناطق المختلف عليها إلى إريتريا لم يكن بالقطع قرارا سهلا، وعلينا أن نؤكد لشعبينا أننا سوف نواجه المستقبل معاً، وسنعمل مع رئيس الوزراء الإثيوبى كما لو أننا شخص واحد.

والواضح أن الزيارة أنهت حالة من اللاسلم والحرب بين البلدين استمرت أكثر من 20 عاماً، عندما توصلت إريتريا وإثيوبيا إلى اتفاق سلام تحت رعاية جزائرية عام 2000 بعد حرب ضروس تواصلت لعقدين، راح ضحيتها 70 ألفاً من الجانبين، لكن البلدين فشلا فى إقرار مشكلات الحدود ليتجدد الصراع والمواجهات، إلى أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد فى 5 يونيو الماضى استعداد إثيوبيا لإعادة الأرض الإريترية المختلف عليها، وأكد الرئيس الإريترى أسياسى أفورقى أن مبادرة رئيس وزراء إثيوبيا تفتح طريق السلام، وتحيى الاتفاق الذى وقعه البلدان عام 2000، وثمة ما يشير إلى أن وساطة خيرة قامت بها السعودية ودولة الإمارات لإصلاح العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا، وإصلاح العلاقات المصرية الإثيوبية فى إطار سياسة جديدة لإثيوبيا تحرص على أن تكون علاقاتها بجيرانها الأفارقة صفر مشكلات وترسم سياسة اقتصادية جديدة للبلاد أكثر انفتاحاً، تتيح للقطاع الخاص الإثيوبى المساهمة فى مشروعات التنمية دون سقف أو حدود بما يسمح للقطاع الخاص أن يسهم ويشارك فى أنشطة اقتصادية وصناعية كانت وقفاً على الحكومة.

ومنذ وصول آبى أحمد إلى الحكم فى إثيوبيا فى مارس الماضى، الذى ينتمى لقبائل الأورومو أكبر القبائل فى إثيوبيا التى كانت تعانى التهميش رغم أنها تملك أكبر المساحات أرضاً فى البلاد، ورئيس الوزراء الجديد يسعى إلى لملمة جراح الإثيوبيين، وتعزيز وحدتهم، كما أطلق سراح مئات المعتقلين السياسيين، وأنهى حالة الطوارئ قبل موعدها بشهرين، ويشارك فى حوار مستمر مع المعارضة الإثيوبية، ويتبنى نهجا اقتصادياً جديداً يقوم على الانفتاح، وبرغم محاولة اغتياله بواسطة سيارة مفخخة اعترضت موكبه، يواصل آبى أحمد سياساته بثبات عزز مكانته فى الداخل وزاد من قوة روابطه الإفريقية. والواضح أيضاً أن ثمة خريطة جديدة يتم رسمها للقرن الإفريقى الذى مزقته الحروب والصراعات الداخلية على امتداد عقود طويلة، كان لها تأثيرها السلبى على الأوضاع فى الصومال وجنوب السودان، وصولاً إلى تشاد، وكان لها تأثيرها السلبى على أمن البحر الأحمر حيث نشطت عصابات القراصنة تهدد أمن الملاحة فى مداخل البحر الأحمر، والأمر المؤكد أن تصالح الإثيوبيين والإريتريين سوف يُعزز استقرار دول القرن الإفريقى، ويُعزز أمن البحر الأحمر، ويجعل إريتريا التى تسعى إلى تحسين علاقاتها بدول الغرب ودول العالم العربى والخليج أكثر انفتاحا وتوافقاً مع جيرانها.

نقلا عن الأهرام القاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريطة جديدة للقرن الإفريقى خريطة جديدة للقرن الإفريقى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt