توقيت القاهرة المحلي 08:23:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيسى رئيسا للاتحاد الإفريقى

  مصر اليوم -

السيسى رئيسا للاتحاد الإفريقى

بقلم - مكرم محمد أحمد

فور انتهاء مراسم عملية تسليم رئاسة الاتحاد الإفريقى للرئيس عبد الفتاح السيسى من الرئيس الرواندى باول كاجامى التى حضرها أغلب الرؤساء الأفارقة، فى مناخ مُفعم بروح الأخوة الإفريقية يسوده التفاؤل بتولى مصر مهمة رئاسة الاتحاد الإفريقى لمدة عام، بدأت قمة الاتحاد الإفريقى أعمال دورتها العادية الثانية والثلاثين برئاسة الرئيس السيسى التى تنعقد ليومين، وفق جدول أعمال مُهم، تتصدره ثلاث قضايا أساسية، أولاها مشكلة النزوح القسرى لملايين السكان الأفارقة كل عام بسبب تفاقم مشكلات التصحر والجفاف التى تعصف بعدد من الدول الإفريقية والنزاعات والحروب القبلية التى يروح ضحيتها الملايين، وطبقاً لتقارير المنظمة الإفريقية فإن أكثر من 26 مليونا من الأفارقة تعرضوا لهذه المخاطر وأُكرهوا على النزوح خارج أراضيهم على مدى السنوات السبع الماضية من 60 مليونا هم عدد النازحين فى العالم أجمع، وثانيتها قضايا التنمية والسلم التى يتصدرها مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا فى عمق القارة السمراء والبحر الأبيض المتوسط فى إطار تجمع الكوميسا الاقتصادى ليصبح نافذة للقارة الإفريقية تطل على البحر الأبيض تصل إفريقيا بأوروبا، فضلاً عن أنه سوف يكون أهم شريان تجارى يربط الدول الإفريقية وينقل تجارتها البينية ويسهل الانتقال بين دولها وشعوبها، وثالثة القضايا التى تبحثها قمة الاتحاد الإفريقى فى دورتها الراهنة الارتقاء بعملية الإصلاح المؤسسى والهيكلى للمنظمة الإفريقية.

وليس لمصر أجندة خاصة خلال فترة رئاستها الاتحاد الإفريقى، وإن كان واحدا من أهم أهدافها تعزيز علاقات انتمائها الإفريقى بما يجعل الأخوة الإفريقية جناحا ثانيا لهوية مصر العربية، لأن إفريقيا شكلت على طول التاريخ جزءا مهما من هوية مصر الثقافية، ولأن النيل نجاشى المنبع مصرى المصب يُشكل أكثر من 95 فى المائة من موارد مصر المائية ويكاد يكون سر حياتها، ولأن لنا تاريخا عريقا فى القارة السمراء منذ أن عرفت مصر الفرعونية بلاد بونت فى الصومال إلى دورها المهم خلال ستينيات القرن الماضى فى دعم وتشجيع حركات التحرر الإفريقى وعلى رأسها حركة مانديلا لتحرير إفريقيا من العنصرية، والآن تكاد تخلص أهداف مصر فى فترة رئاستها الاتحاد الإفريقى فى تحقيق التنمية الإفريقية المستدامة من خلال تشجيع جهود تطوير البنية الأساسية وتعزيز شبكات الطرق والسكك الحديدية وسرعة استكمال مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا وساحل البحر الأبيض، ودعم حرية التجارة بين دول إفريقيا من خلال الإسراع بإقامة منطقة التجارة الحرة التى وافق عليها 44 من دول القارة الـ 55 فى مارس 2018 بهدف أن تكون السوق الإفريقية سوقا واحدة ودعم المنظومة الصناعية لإفريقيا لأن الصناعة وحدها هى القادرة على خلق فرص عمل واسعة ورفع معدلات النمو..، ويزيد من فرص نجاح رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى إيمان الرئيس السيسى العميق بأن إفريقيا هى الجذر والأصل والهوية والأساس كما أنها تمثل المستقبل والفرصة الواعدة، وعلى امتداد السنوات القليلة الماضية شارك الرئيس السيسى فى جميع المحافل والمؤتمرات الدولية المتعلقة بالتعاون مع إفريقيا, ابتداء من منتدى التعاون الصينى الإفريقى الذى عُقد فى بكين فى سبتمبر الماضى إلى القمة الإفريقية الألمانية التى عقدت فى برلين بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى المنتدى الأوروبى الإفريقى رفيع المستوى الذى عُقد فى فيينا بدعوة من المستشار النمساوى سيبستيان كورتس..، كسب الرئيس السيسى ثقة الأفارقة واستعادت مصر مكانتها التاريخية فى إفريقيا، وأصبح الدور المصرى موضع ترحيب الجميع، وفى اجتماع وزراء خارجية إفريقيا للإعداد لهذه القمة الأخيرة، أجمع الأفارقة على أن تكون القاهرة مقرا لوكالة الفضاء الإفريقية ومن المؤكد أن بناء مصر سد روفينجى فى تنزانيا يُجسد ثقة الأفارقة فى كفاءة القدرة المصرية، بما يجعل رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى تمثل نقلة نوعية فى العلاقات المصرية الإفريقية تؤكد حجم الثقة المتبادلة ووحدة المصالح المشتركة وعمق الانتماء الإفريقى الذى أصبح جزءا أصيلا من هوية مصر الثقافية.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسى رئيسا للاتحاد الإفريقى السيسى رئيسا للاتحاد الإفريقى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon