عماد الدين أديب
فى السنوات الأخيرة يتمتع الرأى العام المصرى باهتمامات عديدة، وتتصدر أولوياته قضايا يصعب على العاقل فهمها أو تصنيفها بشكل علمى أو منطقى.
تعالوا نستعرض القضايا التى تصدرت الأولوية فى الآونة الأخيرة:
أ - مسألة إثبات بنوة أو عدم إثبات بنوة أطفال ممثل وممثلة مشهورين.
ب - هل جهاز علاج الكبد الوبائى الذى أعلنت عنه القوات المسلحة حقيقى أم وهمى؟
ج - زيادة ظاهرة اغتصاب الأطفال من قبل أهلهم.
د - ظهور «السلعوة» فى محافظة الفيوم.
هـ - ازدياد حالات زنى المحارم فى الريف المصرى.
و - السؤال: هل استقال محافظ الوادى الجديد أم أقيل لدعمه المشير السيسى؟
ثم نأتى للسؤال الكبير المسيطر على وسائل الإعلام هذه الأيام والخاص بقرار رئيس مجلس الوزراء بإيقاف عرض فيلم «حلاوة روح»، وإعادته لهيئة الرقابة على المصنفات الفنية لإعادة الحكم بصلاحية عرضه.
وبالطبع مرت مرور الكرام قضايا مثل القبض على الدكتور يوسف بطرس ثم عودته مرة أخرى إلى لندن، واستمرار مناقشة مسائل الكهرباء والمياه والكارت الذكى للخبز والطاقة.
ولم يحتفل المجتمع بتصنيع السيارة جيب شيروكى، ولا بإنتاج الألواح الزجاجية للطاقة الشمسية، وارتفاع دخل قناة السويس 450 مليون دولار فى الربع الأخير من هذا العام.
مزاج المجتمع المصرى متقلب، وغير تقليدى، ويصعب تفسير اتجاهاته أو أولوياته.
وبينما المجتمع منشغل بشم النسيم هذه الأيام ازدادت عمليات تعقب صناعة الفسيخ الفاسدة وكثرة النشر عنها.
يبدو أننا أمام «مجتمع غرائزى» تزداد عمليات الاهتمام لديه بالطعام، بالاحتياجات اليومية، بأخبار الجنس، وبفضائح أو أسرار الآخرين.
ويبدو أن مقولة رئيس وزراء ماليزيا الأسبق ومؤسس نهضتها الاقتصادية مهاتير محمد فى هذا المجال، يجب أن تؤخذ بمأخذ شديد الجدية!
يقول مهاتير محمد: «إن المجتمع الذى لا يحسن ترتيب أولوياته هو مجتمع هالك لا محالة».
ومن الواضح أن المجتمع المصرى ورأيه العام بحاجة إلى أساتذة علم اجتماع متخصصين للإجابة عن سؤال: لماذا نحن كذلك؟ ولماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه من حالات تردٍ فى اهتماماتنا الاجتماعية؟
سؤال يجب عدم تجاهله.
نقلا عن الوطن