توقيت القاهرة المحلي 01:43:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن فى زمن «الهجايص»!

  مصر اليوم -

نحن فى زمن «الهجايص»

عماد الدين أديب

استمتعت استمتاعاً لا حدود له بالحوار الرائع الذى أجراه الزميل العزيز أحمد موسى فى قناة «التحرير» مع المحامى القدير المخضرم الأستاذ فريد الديب. وأقوى ما فى أسلوب فريد الديب هو القدرة على بناء الحجة المنطقية والدلائل على قاعدة بيانات يصعب أو يستحيل التشكيك فيها مثل أن يستخدم تصريحات خصمه دون تحريف كى يثبت بها قوة وسلامة منطقه. ولعل أهم ما أثاره الأستاذ الديب فى هذا الحوار ما سماه تلك «الهجايص» فى إلقاء الاتهامات الجزافية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولعل أخطر هذه الاتهامات هو ترديد شائعة أن الرئيس الأسبق يمتلك 70 مليار دولار أمريكى خارج مصر. ويبدو أن الذين ردّدوا تلك الشائعة فى فبراير 2011 وما بعدها، فاتهم أن قيمة الدولار الأمريكى الواحد تساوى ستة جنيهات وقتها، أى أنه فى حالة صحة هذه الشائعة فإن الرئيس الأسبق كان يمتلك بما يساوى إجمالى الدخل القومى المصرى لمدة عامين! ومن ضمن الدراسات العليا التى تلقيتها فى المعهد الدولى للصحافة ببرلين هى دراسة «تحليل الإحصائيات والأرقام» فى النشر بوسائل الإعلام، وأذكر أن الذى كان يدرس لنا هذه المادة هو سير هارولد إيفانز، رئيس التحرير الأسبق لجريدة «الصنداى تايمز» وأحد أهم أساتذة علم الصحافة وصاحب المجلدات الخمسة الشهيرة فى هذا العلم. وحذرنا السير «إيفانز» من أن الصحفى يتعين عليه ألا يتعامل مع الأرقام على أنها مادة صماء، ولكن عليه أن يُعمل العقل ويجرى حكم المنطق وهو يتفحصها قبل إصدار قرار النشر من عدمه. وما نقوله لا يعنى أن عهد الرئيس الأسبق كان خالياً من الفساد أو أن هناك من هو فوق المساءلة أو أكبر من منصة العدالة. ما نحذر منه، وما يعكسه حوار الأستاذ الديب مع الزميل أحمد موسى هو ضرورة «الانضباط فى توجيه المفردات» وأن «ضبط الكلمات يؤدى إلى ضبط الأفعال»، وأن إطلاق الاتهامات هكذا دون سند أو دليل هو أمر شديد الخطورة. وحتى لا يفهمنى أى قارئ بشكل خاطئ فإن هذا المبدأ يجب أن ينطبق فى حال توجيه أى اتهام إعلامى لأى مسئول أو شخصية عامة بصرف النظر عن انتمائها السياسى أو الفكرى أو الدينى، بدءاً من العهد الأسبق إلى العهد السابق وصولاً إلى العهد الحالى. لا يجب الاعتداء على سمعة أو ذات أى إنسان دون سند أو دليل أو من خلال محاولات للتربص السياسى، ومحاولة تسييس الأدلة أو تزوير الحقائق بهدف تحطيم الصورة المعنوية لأى إنسان، كائناً من كان، سواء كان فى عهد «مبارك» أو عهد الإخوان. ما يدعو إليه الأستاذ الديب هو الانتقال من زمن «الهجايص» إلى زمن دولة القانون المنضبطة التى لا يكون فيها أى مخلوق، كائناً من كان، فوق سيف العدالة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن فى زمن «الهجايص» نحن فى زمن «الهجايص»



GMT 01:43 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لمن سيصوت شباب أميركا في 2024؟

GMT 01:41 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«ساق البامبو» في سوق التحف

GMT 01:38 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

أرض نستردّها... وأرض نبكي عليها!

GMT 01:35 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

هل يمكن بناء الاقتصاد دون حكامة جيدة؟

GMT 01:01 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

إشكالية حلم حل الدولتين

GMT 00:59 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

أمام مفهوم جديد للقوة العظمى

GMT 21:31 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فصل جديد مع القضية الفلسطينية!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon